الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
563 - " إذا حسدتم؛ فلا تبغوا؛ وإذا ظننتم؛ فلا تحققوا؛ وإذا تطيرتم؛ فامضوا؛ وعلى الله فتوكلوا " ؛ (عد)؛ عن أبي هريرة ؛ (ض).

التالي السابق


(إذا حسدتم) ؛ أي: تمنيتم زوال نعمة الله على من أنعم عليه؛ (فلا تبغوا) ؛ أي: لا تعتدوا وتفعلوا بمقتضى التمني؛ فمن خطر له ذلك فليبادر إلى استكراهه؛ كما يكره ما طبع عليه من حب المنهيات؛ نعم؛ إن كانت النعمة لكافر؛ أو فاسق؛ يستعين بها على المحرمات؛ فلا؛ (وإذا ظننتم) ؛ سوءا بمن ليس محلا لسوء الظن به؛ (فلا تحققوا) ؛ ذلك؛ باتباع موارده؛ وتعملوا بمقتضاه؛ يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ؛ ومن أساء الظن بمن ليس محلا لسوء الظن به؛ دل على عدم استقامته في نفسه؛ كما قيل:


إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ... وصدق ما يعتاده من توهم



والظن أكذب الحديث؛ أما من هو محل لسوء الظن به؛ فيعامل بمقتضى حاله؛ كما يدل له الخبر الآتي: " الحزم سوء الظن" ؛ وخبر: " من حسن ظنه بالناس طالت ندامته" ؛ (وإذا تطيرتم) ؛ تشاءمتم بشيء؛ (فامضوا) ؛ لقصدكم؛ ولا يلتفت خاطركم لذلك؛ فتتشاءموا بما هنالك؛ (وعلى الله) ؛ لا على غيره؛ (فتوكلوا) ؛ فوضوا إليه الأمر؛ وسلموا له؛ إنه يحب المتوكلين؛ وقدم الإعلام بدواء الحسد على ما بعده؛ اهتماما؛ لشدة البلاء به؛ لأن الإنسان غيور حسود بالطبع؛ فإذا نظر إلى ما أنعم الله به على غيره؛ حملته الغيرة والحسد على الكفران والعدوان.

(تنبيه) : قد تضمن الحديث أن الخصال الرذائل مركوزة في جبلة الإنسان؛ إما بالعقل؛ أو بالشرع؛ قال المتنبي :


والظلم من شيم النفوس فإن تجد ... ذا عفة فلعلة لا يظلم



(عد؛ عن أبي هريرة ) ؛ قال عبد الحق: إسناده غير قوي؛ وقال ابن القطان: فيه عبد الرحمن بن سعيد ؛ مدني؛ ضعفه ابن معين؛ وعبد الله المقبري؛ متروك.



الخدمات العلمية