الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
635 - " إذا رأيتم الرجل قد أعطي زهدا في الدنيا؛ وقلة منطق؛ فاقتربوا منه؛ فإنه يلقى الحكمة " ؛ (هـ حل هب) ؛ عن أبي خلاد ؛ (حل هب) ؛ عن أبي هريرة ؛ (ض).

التالي السابق


(إذا رأيتم الرجل) ؛ في رواية أبي نعيم - بدله -: " العبد" ؛ (قد أعطي) ؛ بالبناء للمفعول؛ أي: أعطاه الله؛ وفي رواية أبي نعيم - بدله -: " يعطى" ؛ (زهدا في الدنيا) ؛ أي: استصغارا لها؛ واحتقارا لشأنها؛ وأهلها؛ (وقلة منطق) ؛ كـ " محمل" ؛ أي: عدم كلام في غير طاعة؛ إلا بقدر الحاجة؛ قال في الكشاف: و" المنطق" : كل ما يصوت به من مفرد؛ ومؤلف؛ مفيد؛ أو غيره؛ (فاقتربوا منه؛ فإنه يلقى) ؛ بقاف مشددة مفتوحة؛ (الحكمة) ؛ أي: يعلم دقائق الإشارات الشافية لأمراض القلوب؛ المانعة من اتباع الهوى؛ و" الحكمة" ؛ مثال الأمر الذي عسر بسبب فيه يسر؛ فينال الحكيم بحكمته - لاطلاعه على أقصى مجعول الأسباب؛ بعضها لبعض؛ مما بين أسباب عاجل الدنيا؛ ومسببات آجل الآخرة - ما لا يصل إليه جهد العاقل الكادح؛ وللناس في تعريف الحكمة أقوال كثيرة؛ منها: الإصابة في القول؛ وإتقان العمل؛ وأصلها: الإحكام؛ وهو وضع الشيء في محله؛ بحيث يمتنع فساده؛ ومن اتصف بذلك فأعماله منقحة؛ وأفعاله محكمة؛ فإنه يرى الأشياء كما هي؛ فإنه ينظر بنور الله؛ ومن كان هذا وصفه؛ أصاب في منطقه.

(هـ حل هب؛ عن أبي خلاد ) ؛ الرعيني؛ وله صحبة؛ وفيه هشام بن عمار ؛ قال الذهبي عن أبي حاتم : ثقة؛ تغير؛ فلقن؛ كما تلقن عن الحكم بن هشام ؛ لا يحتج به؛ (حل)؛ من حديث حرملة بن يحيى؛ عن وهب ؛ عن ابن عيينة ؛ عن عمرو بن الحارث ؛ عن ابن هبيرة ؛ عن ابن حجيرة؛ عن أبي هريرة ؛ ثم قال: غريب بهذا الإسناد؛ (هب؛ عن أبي هريرة ) ؛ وفيه عنده عثمان بن صالح؛ وفيه كلام معروف عن دراج: منكر الحديث؛ ومن ثم قال العراقي: في الحديث ضعف.



الخدمات العلمية