الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
682 - " إذا سل أحدكم سيفا لينظر إليه؛ فأراد أن يناوله أخاه؛ فليغمده؛ ثم يناوله إياه " ؛ (حم طب ك) ؛ عن أبي بكرة ؛ (صح).

التالي السابق


(إذا سل) ؛ بالتشديد؛ (أحدكم) ؛ أيها المؤمنون؛ (سيفا) ؛ أي: انتزعه من غمده؛ (لينظر إليه) ؛ أي: لأجل أن ينظر إليه؛ لشراء؛ أو نحو تعهد؛ ومثل السيف ما في معناه؛ كخنجر؛ وسكين؛ (فإذا أراد أن يناوله أخاه) ؛ المسلم؛ لينظر إليه الآخر مثلا؛ وذكر الأخ غالبي؛ فالذمي كذلك؛ (فليغمده) ؛ ندبا: أي: يدخله في قرابه؛ قبل مناولته إياه؛ و" الغمد" ؛ بالكسر: جفن السيف؛ وإغماده إدخاله فيه؛ وذكر النظر تمثيل وتصوير؛ فلو سله لا لغرض؛ فالحكم كذلك؛ (ثم يناوله) ؛ بالجزم؛ (إياه) ؛ ليأمن من إصابة ذبابه له؛ وتباعدا عن صورة الإشارة به إلى أخيه؛ التي ورد التعديد البليغ عليها؛ و" المناولة" : الإعطاء.

(حم طب ك؛ عن أبي بكرة ) ؛ قال: مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قوم يتعاطون سيفا مسلولا؛ فقال: " لعن الله من فعل هذا؛ أوليس قد نهيت عنه؟..." ؛ ثم ذكره؛ قال الحاكم : صحيح؛ وأقره الذهبي ؛ وقال الهيتمي: فيه عند أحمد والطبراني مبارك بن فضالة ؛ ثقة؛ لكنه مدلس؛ وبقية رجاله رجال الصحيح؛ وقال ابن حجر في الفتح - بعد عزوه لهما -: إسناد جيد.



الخدمات العلمية