الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7404 - لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان ، وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه إن قضي بينهما ولد من ذلك لم يضره الشيطان أبدا (حم ق 4) عن ابن عباس. (صح)

التالي السابق


(لو أن أحدهم إذا أراد أن يأتي) يجامع ، فالإتيان كناية عنه (أهله) حليلته (قال) حين إرادته الجماع ، لا حين شروعه فيه ، فإنه لا يشرع حينئذ كما نبه عليه الحافظ ابن حجر (بسم الله اللهم) أي يا ألله (جنبنا الشيطان) أي أبعده عنا (وجنب الشيطان ما رزقتنا) من الأولاد أو أعم ، والحمل عليه أتم ، لئلا يذهب الوهم في أن الإنس منهم لا يسن له الإتيان به ، إذ العلة ليست حدوث الولد فحسب ، بل هو وإبعاد الشيطان حتى لا يشاركه في جماعه ، فقد ورد أنه يلتف على إحليله إذا لم يسم ، والأهل والولد من رزق الله ، ويجوز كون "إذا" ظرفا لــ "قال" ، و "قال" خبرا لــ "أن" ، وكونها شرطية ، وجزاؤها "قال" ، والجملة خبر "إن" (فإنه إن قضي) [ ص: 307 ] بالبناء للمفعول ، أي قدر (بينهما) أي بين الأحد والأهل ، وفي رواية: بينهم بالجمع ، نظر إلى معناه في الأصل (ولد) ذكرا أو أنثى ، جواب "لو" الشرطية ، ويمكن كونها للتمني (من ذلك) أي من ذلك الإتيان (لم يضره) بضم الراء على الأفصح ، وتفتح (الشيطان) بإضلاله وإغوائه ببركة التسمية (أبدا) فلا يكون للشيطان سلطان في بدنه ودينه ، ولا يلزم عليه عصمة الولد من الذنب ؛ لأن المراد من نفي الأضرار كونه مصونا من إغوائه بالنسبة للولد الحاصل بلا تسمية ، أو لمشاركة أبيه في جماع أمه ، والمراد: لم يضره الشيطان في أصل التوحيد ، وفيه بشارة عظمى أن المولود الذي يسمى عليه عند الجماع الذي قضي بسببه يموت على التوحيد ، وفيه أن الرزق لا يختص بالغذاء والقوت ، بل كل فائدة أنعم الله بها على عبد رزق الله ، فالولد رزق وكذا العلم والعمل به

(حم ق 4 عن ابن عباس) .



الخدمات العلمية