الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
781 - " إذا قام أحدكم من الليل؛ فاستعجم القرآن على لسانه؛ فلم يدر ما يقول؛ فليضطجع " ؛ (حم م د هـ)؛ عن أبي هريرة ؛ (صح).

التالي السابق


(إذا قام أحدكم من الليل) ؛ أي: للتهجد؛ في بعض الليل؛ أو للقراءة فيه؛ (فاستعجم) ؛ بفتح المثناة فوق: استغلق؛ (القرآن) ؛ بالرفع؛ فاعل " استعجم" ؛ (على لسانه) ؛ أي: ثقلت عليه القراءة؛ كالأعجمي؛ لغلبة النعاس؛ (فلم يدر ما يقول) ؛ أي: صار لنعاسه لا يفهم ما ينطق به؛ ولا يدري لشدة نعاسه ما بعد اللفظ المتلو؛ ليأتي به؛ أو لا يقدر على النطق أصلا؛ (فليضطجع) ؛ للنوم؛ ندبا؛ إن خف النعاس؛ بحيث يعقل المعقول؛ ووجوبا إن غلبه؛ بحيث يفضي إلى الإخلال ببعض الواجبات؛ ذكره العراقي؛ دافعا به التعارض؛ وقول ولده الولي: لا وجه له؛ لأن النعاس إذا اشتد قطع الصلاة؛ فلا يحتاج لقطع؛ لا اتجاه له؛ كيف؛ والمدرك في الوجوب خوف أن يغير كلام الله؛ ويأتي بما لا يجوز من تحريف؛ أو تغيير لمعنى؛ أو وضع بعض أركان الصلاة في غير محل؛ أو فعله على صورة غير مرضية؛ فإذا اشتد النعاس بحيث غلب على ظنه الوقوع في ذلك؛ فوجوب القطع في محل القطع؛ ثم قضية الخبر أن الكلام في الفرض؛ لا في النفل؛ لحل الخروج منه؛ وعبر بالاضطجاع؛ لا لعدم حصول المقصود بحصول النوم قاعدا؛ أو مستلقيا؛ لأنه الهيئة المعهودة المحمودة؛ وخص الليل؛ والصلاة؛ لا لإخراج الغير؛ بل لأنه الغالب؛ فيمنع الناعس من القراءة؛ ولو نهارا؛ وفي غير الصلاة؛ حذرا من تغير النظم القرآني؛ وإن كان في الصلاة قدر زائد؛ وهو أنه ما لم تتحقق قراءة الواجب فلا صلاة.

(حم م د هـ؛ عن أبي هريرة ) .



الخدمات العلمية