الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
915 - " أربع دعوات لا ترد: دعوة الحاج؛ حتى يرجع؛ ودعوة الغازي؛ حتى يصدر؛ ودعوة المريض؛ حتى يبرأ؛ ودعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب؛ وأسرع هؤلاء الدعوات إجابة دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب " ؛ (فر)؛ عن ابن عباس ؛ (ض).

التالي السابق


(أربع دعوات لا ترد) ؛ بالبناء للمفعول؛ أي: لا يرد الله واحدة منها؛ (دعوة الحاج) ؛ ما دام في النسك؛ (حتى يرجع) ؛ يعني: يفرغ من أعماله؛ ويصدر إلى أهله؛ (ودعوة الغازي) ؛ للكفار؛ لتكون كلمة الله هي العليا؛ وكلمة الذين كفروا السفلى؛ (حتى يصدر إلى أهله) ؛ أي: يرجع إليهم؛ وغاير التعبير للتفنن؛ وكراهة لتوالي الأمثال؛ وأصل " الصدر" : الانصراف؛ يقال: " صدر القوم" ؛ و" أصدرتهم" ؛ إذا صرفتهم؛ و" صدرت عن المحل" ؛ رجعت؛ (ودعوة المريض) ؛ غير العاصي؛ بمرضه؛ (حتى يبرأ) ؛ من مرضه؛ أي: يسلم منه؛ و" برئ" ؛ كـ " سلم" ؛ وزنا؛ ومعنى؛ وعند أهل الحجاز: " برأ من المرض" ؛ من باب " قطع" ؛ وفي الأساس: " فلان بارئ من علته" ؛ وتقول العرب: حق على البارئ من اعتلاله أن يؤدي شكر البارئ في إبلاله؛ (ودعوة الأخ لأخيه) ؛ في الإسلام؛ وإن كان حاضرا فيما يظهر؛ (بظهر الغيب) ؛ أي: وهو لا يشعر به؛ لأنها أبلغ في الإخلاص؛ ولأنه - سبحانه - يعينه في دعائه؛ كما ينطق به خبر: " إن الله في عون العبد..." ؛ (وأسرع هؤلاء الدعوات) ؛ إجابة؛ أو قبولا؛ (دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب) ؛ و" الغيب" : ما غاب عنك؛ و" حتى" ؛ في القرائن الأربع بمعنى " إلى" ؛ نحو: " سرت حتى تغيب الشمس" ؛ وهذا وإن أوهم أن دعاء هؤلاء لا يستجاب بعد ذلك؛ لكن الأسباب مختلفة؛ فيكون سبب الإجابة حينئذ أمرا آخر غير المذكور؛ ولفظ الظهر مقحم؛ ومحله نصب على الحال من المضاف إليه؛ لأن الدعوة مصدر أضيف إلى الفاعل؛ ذكره الطيبي.

(فر؛ عن ابن عباس ) ؛ وفيه عبد الرحمن بن زيد الحواري؛ قال الذهبي : قال البخاري : تركوه.



الخدمات العلمية