الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
918 - " أربع من أعطيهن؛ فقد أعطي خير الدنيا؛ والآخرة: لسان ذاكر؛ وقلب شاكر؛ وبدن على البلاء صابر؛ وزوجة لا تبغيه خونا في نفسها؛ ولا ماله " ؛ (طب هب) ؛ عن ابن عباس ؛ (ح).

التالي السابق


(أربع من أعطيهن؛ فقد أعطي خير الدنيا؛ والآخرة: لسان ذاكر) ؛ لله - تعالى - لأن الذاكر جليس الله - تعالى - والذكر منشور الولاية؛ فمن أعطيهن فقد أعطي المنشور؛ وذلك أعظم الخيور؛ (وقلب شاكر) ؛ له - تعالى - لأن الشكر يرتبط به العتيد؛ ويستجلب به المزيد؛ بنص: لئن شكرتم لأزيدنكم ؛ وهو الاعتراف بالنعمة؛ والقيام بحق الخدمة؛ وأناط الأول باللسان؛ إشارة إلى أنه آية الفلاح؛ وإن لم يصحبه حضور؛ وقد شكا رجل إلى بعض العارفين عدم حضور قلبه حال ذكره؛ فقال له: يا هذا؛ يكفيك أنه استعمل جارحة من جوارحك في ذكره؛ على أن دوام الذكر اللساني ينقلب قلبيا؛ قال في الحكم: لا تترك الذكر لعدم حضورك مع الله فيه؛ فإن غفلتك عن وجود ذكره أشد من غفلتك في وجود ذكره؛ فعسى أن يرفعك من ذكر مع غفلة؛ إلى ذكر مع حضور يقظة؛ ومن ذكر مع حضور يقظة؛ إلى ذكر مع وجود حضور؛ ومن ذكر مع وجود حضور؛ إلى ذكر مع غيبة عما سوى المذكور؛ وما ذلك على الله بعزيز؛ (وبدن على البلاء) ؛ بفتح الموحدة؛ (صابر) ؛ فإن الله إذا أحب عبدا ابتلاه؛ كما في حديث مر؛ ومن أحبه الله؛ فاز بخير الدارين؛ وأناط الثاني بالقلب؛ لأنه المتفكر في مصنوعات الله؛ وآلائه الباعثة على الإقرار بالنعم؛ والقيام بالخدمة؛ ومن جمع بين الذكر؛ والفكر؛ فقد فاز بالسعادة؛ أوحى الله إلى داود - عليه السلام -: " تخلق بأخلاقي؛ ومن أخلاقي أنني أنا الصبور" ؛ (وزوجة لا تبغيه خونا) ؛ أي: لا تطلب خيانة؛ وهو بفتح الخاء المعجمة؛ وسكون الواو: أن يؤتمن الإنسان؛ فلا ينصح؛ وفي بعض النسخ: " حوبا" ؛ بحاء مهملة مضمومة؛ أي: إثما؛ وهو تصحيف؛ (في نفسها) ؛ بألا تمكن غيره من الزنا بها؛ أو من مقدماته؛ (ولا ماله) ؛ بألا تتصرف فيه بما لا يرضيه؛ قال القاضي: المرأة الصالحة أنفع من الذهب؛ فإن الذهب لا ينفع إلا بعد الذهاب؛ وهي ما دامت معك رفيقتك؛ تنظر إليها تسرك؛ وتقضي إليها عند الحاجة وطرك؛ وتشاورها فيما يعن لك؛ فتحفظ سرك؛ وتستمد منها في حوائجك؛ فتطيع أمرك؛ وإذا غبت؛ تحامي مالك ؛ وترعى عيالك؛ ولو لم يكن إلا أنها تحفظ بذرك؛ وتربي زرعك؛ لكفى به فضلا.

(طب)؛ وفي الأوسط أيضا؛ (هب)؛ من حديث طلق بن حبيب ؛ (عن ابن عباس ) ؛ قال الهيتمي - بعدما عزاه للطبراني في الكبير؛ وفي الأوسط -: رجال الأوسط رجال الصحيح؛ انتهى؛ وقال المنذري - بعد عزوه للكبير؛ والأوسط -: إسناد أحدهما جيد؛ يعني الأوسط؛ وبذلك يعرف أن إهمال المؤلف الطريق الصحيح؛ وإيثاره الضعيف؛ من سوء التصرف؛ هذا وقد رمز لحسنه.



الخدمات العلمية