الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
933 - " أربعة تجري عليهم أجورهم بعد الموت: من مات مرابطا في سبيل الله؛ ومن علم علما؛ أجري له عمله؛ ما عمل به؛ ومن تصدق بصدقة؛ فأجرها يجري له ما وجدت؛ ورجل ترك ولدا صالحا؛ فهو يدعو له " ؛ (حم طب)؛ عن أبي أمامة؛ (ض).

التالي السابق


(أربعة) ؛ أي: أربعة أشخاص؛ (تجري) ؛ بفتح أوله؛ (عليهم أجورهم بعد الموت) ؛ أي: لا ينقطع ثواب أعمالهم بموتهم؛ بل يستمر؛ (من مات مرابطا في سبيل الله) ؛ أي: إنسان مات حال كونه ملازما ثغر العدو؛ بقصد الذب عن المسلمين؛ (و) ؛ الثاني: (من علم علما؛ أجري له عمله؛ ما عمل به) ؛ أي: وأي إنسان علم علما؛ وعمله غيره؛ ثم مات؛ فيجري عليه ثوابه مدة دوام العمل به من بعده؛ (و) ؛ الثالث: (من) ؛ أي: إنسان؛ (تصدق بصدقة) ؛ جارية مستمرة من بعده؛ كوقف؛ (فأجرها يجري له ما وجدت) ؛ أي: فيجري له أجره مدة بقاء العين المتصدق بها؛ وزاد بيان الجزاء في هذين؛ لخفاء النفع فيه؛ أو إيماء إلى تفضيلهما على الأول؛ والأخير؛ (و) ؛ الرابع؛ (رجل) ؛ وصف طردي؛ والمراد إنسان مات؛ (ترك ولدا صالحا) ؛ أي: فرعا مسلما؛ هبه ذكرا؛ أو أنثى؛ أو ولد ولد؛ كذلك؛ وإن سفل؛ (فهو يدعو له) ؛ بالرحمة والمغفرة؛ فإن دعاءه أرجى إجابة وأسرع قبولا من دعاء الأجنبي؛ ومر أنه لا تعارض بين قوله هنا: " أربعة" ؛ وقوله في الحديث المتقدم: " إذا مات ابن آدم؛ انقطع عمله إلا من ثلاث..." ؛ لأن أعمال الثلاثة متجددة؛ وعمل المرابط ينمو له؛ وفرق بين إيجاد المعدوم؛ وتكثير الموجود.

(حم طب) ؛ وكذا البزار ؛ (عن أبي أمامة) ؛ الباهلي ؛ رمز المصنف لحسنه؛ وأعله الهيتمي وغيره بأن فيه ابن لهيعة ؛ ورجلا لم يسم؛ لكن قال المنذري: هو صحيح من حديث غير واحد من الصحابة.



الخدمات العلمية