الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
950 - " أرقاءكم؛ أرقاءكم؛ فأطعموهم مما تأكلون؛ وألبسوهم مما تلبسون؛ وإن جاؤوا بذنب لا تريدون أن تغفروه؛ فبيعوا عباد الله؛ ولا تعذبوهم " ؛ (حم)؛ وابن سعد)؛ عن زيد بن الخطاب؛ (ض).

التالي السابق


(أرقاءكم أرقاءكم) ؛ بالنصب؛ أي: الزموا الوصية بهم؛ والإحسان إليهم؛ وكرره لمزيد التأكيد؛ (فأطعموهم مما تأكلون) ؛ أي: من جنسه؛ (وألبسوهم) ؛ بقطع همزته؛ وهمزة أطعموهم؛ وكسر الموحدة؛ (مما تلبسون) ؛ كذلك؛ فالواجب على السيد لرفيقه إطعامه ما يكفيه؛ وكسوته؛ وجنس ذلك من غالب القوت؛ والأدم لرقيق البلد؛ وكسوتهم؛ لائقا بالسيد؛ ويستحب أن يطعمه من عين ما يأكل؛ ويكسوه كذلك؛ ولا يجب؛ ويسن إجلاسه معه للأكل؛ فإن لم يفعل؛ ندب ترويغ لقمة كبيرة؛ أو لقمتين في دسم طعامه؛ ودفعه إليه؛ كما مر؛ (وإن جاؤوا بذنب لا تريدون أن تغفروه) ؛ كتقصير في خدمته؛ أو افتتان بين أهل المنزل؛ ومعاشرة أهل السوء؛ (فبيعوا عباد الله) ؛ أي: أزيلوا الملك عنهم بنحو بيع؛ أو كتابة؛ أو هبة؛ أو عتق؛ (ولا تعذبوهم) ؛ بضرب؛ أو تهديد؛ أو تقريع فظيع؛ يمزق الأعراض؛ ويذهب بهاء الوجه؛ ووضع الظاهر موضع المضمر؛ فلم يقل: " فبيعوهم" ؛ زيادة في الزجر عن التعذيب؛ وإيماء إلى أن السادة ليسوا بمالكين لهم حقيقة؛ وإنما لهم بهم نوع اختصاص؛ والمالك الحقيقي لجميع العباد هو الله - سبحانه وتعالى.

(حم؛ وابن سعد ) ؛ في الطبقات؛ وكذا الطبراني ؛ ولعله أغفله ذهولا؛ فإن الوجه المخرج منه واحد؛ (عن زيد بن الخطاب) ؛ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع: " أرقاءكم..." ؛ إلخ؛ وقال الهيتمي - بعدما عزاه لأحمد والطبراني -: فيه عاصم بن عبد الله ؛ وهو ضعيف؛ أهـ؛ وبه يعرف ما في رمز المصنف لحسنه؛ وزيد هذا هو ابن الخطاب ؛ أخو عمر ؛ قتل شهيدا يوم اليمامة.



الخدمات العلمية