الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
1036 - " أسمح أمتي؛ جعفر " ؛ المحاملي ؛ في أماليه؛ وابن عساكر ؛ عن أبي هريرة ؛ (ض).

التالي السابق


(أسمح أمتي؛ جعفر ) ؛ أي: من أكثرهم جودا؛ وأكرمهم نفسا؛ جعفر بن أبي طالب ؛ ذو الجناحين؛ وكان يسمى " بحر الجود" ؛ فعوتب في ذلك؛ فقال: " إن الله عودني بعادة؛ وعودت الناس عادة؛ فأخشى إن قطعتها؛ قطعت عني" ؛ وأخباره في الجود عجيبة؛ كيف لا؛ وقد جاهد بنفسه في الله حتى قتل شهيدا يوم " مؤتة" ؛ والظاهر أنه المراد من " أسمح" ؛ فقد جاد الصديق بجميع ماله لله؛ لكن جعفر زاد عليه بجوده بالحياة؛ قال الزمخشري : " أسمح" ؛ من " أسمحت فروته" ؛ أي: نفسه؛ إذا سهلت وانقادت؛ وعرف بعضهم السماح أخذا من كلام الغزالي بأنه بذل ما لا يجب بذله؛ تفضلا؛ أي: بلا توقع مجازاة؛ والمسامحة بأنها ترك ما لا يجب تركه؛ تنزيها؛ أي: بلا توقع مجازاة؛ كحط البائع بعض الثمن؛ ( المحاملي ؛ في أماليه؛ وابن عساكر ؛ عن أبي هريرة ) ؛ رمز لضعفه؛ ولم يقف له الديلمي على سند؛ فبيض له.



الخدمات العلمية