الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
1105 - " اطلب العافية لغيرك؛ ترزقها في نفسك " ؛ الأصبهاني؛ في الترغيب؛ عن ابن عمرو ؛ (ض).

التالي السابق


(اطلب) ؛ ممن بيده الضر؛ والنفع؛ والإعطاء؛ والمنع؛ والصحة؛ والسقم؛ (العافية) ؛ أي: السلامة في الدين؛ والبدن؛ والمال؛ والأهل؛ (ترزقها) ؛ بالبناء للمفعول؛ (في نفسك) ؛ فإنك كما تدين؛ تدان؛ وبالكيل الذي تكتال؛ يكال لك؛ فإن طلبت لغيرك السلامة في دينه؛ جوزيت بمثله؛ أو في بدنه؛ أو أهله؛ أو ماله؛ جوزيت بمثله؛ وهناك ملك موكل يقول: " ولك بمثل ذلك" ؛ كما يأتي؛ وقيل: سبب تسمية أبي إسحاق الشيرازي بين الفقهاء بـ " الشيخ المطلق" ؛ أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في النوم؛ فقال: علمني كلمات أنجو بها غدا؛ فقال: " يا شيخ؛ اطلب السلامة في غيرك؛ تجدها في نفسك" ؛ وآثر في الحديث التعبير بالرزق؛ دون الإعطاء وغيره؛ إشارة إلى أن العافية أعظم المواهب بعد الإيمان؛ وإيماء إلى تحقق الإعطاء؛ إذا صحب الطلب إخلاص؛ سيما إذا كان بظهر الغيب.

(الأصبهاني؛ في الترغيب؛ عن ابن عمرو ) ؛ ابن العاص.



الخدمات العلمية