الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
1161 - " أعطوا أعينكم حظها من العبادة: النظر في المصحف؛ والتفكر فيه؛ والاعتبار عند عجائبه " ؛ الحكيم؛ (هب)؛ عن أبي سعيد ؛ (ض).

التالي السابق


(أعطوا أعينكم حظها من العبادة) ؛ قالوا: يا رسول الله؛ وما حظها منها؟ قال: (النظر في المصحف) ؛ يعني: قراءة القرآن نظرا في المصحف؛ فقراءته في المصحف أفضل من قراءته من حفظه؛ وبهذا أخذ أكثر السلف؛ قال النووي : وهكذا قاله أصحابنا؛ وليس على إطلاقه؛ بل إن كان القارئ من حفظه يحصل له من التدبر والتفكر وجمع القلب والبصر أكثر من الحاصل من القراءة الحاصلة من المصحف؛ فالقراءة من الحفظ أفضل؛ فإن استويا فمن المصحف أفضل؛ قال: وهذا مراد الحديث؛ (والتفكر فيه) ؛ أي: تدبر آيات القرآن؛ وتأمل معانيه؛ و" التفكر" ؛ كما في القاموس وغيره: إعمال النظر في الشيء؛ (والاعتبار عند عجائبه) ؛ من أوامره؛ وزواجره؛ ومواعظه؛ وأحكامه؛ وقصصه؛ ووجوه بلاغته؛ وبديع رموزه وإشاراته؛ وعطف الاعتبار على التفكر؛ لأنه نتيجته؛ و" العجائب" ؛ جمع " عجيبة" ؛ و" التعجب" : حيرة تعرض للإنسان؛ لقصوره عن معرفة سبب الشيء؛ أو عن معرفة كيفية تأثيره؛ واعلم أن الناس يتفاوتون في التدبر؛ بحسب المعرفة والتقوى والفهم بالله؛ والعارفون بالله لهم الحظ الأوفر من ذلك؛ وتتفاوت التجليات والتنزلات على أسطحة قلوبهم حال تدبرهم؛ بحسب مقاماتهم؛ فالتدبر والخشوع مشرعة الأفكار السليمة؛ فيشرب كل أحد منهم بحسب مشربه؛ وهو منتهى الخشوع والخير كله؛ حتى إن النحوي يأخذ منه أدلته وأمثلته؛ وقال ابن عربي: استنبطت منه بضعا وسبعين ألف علم.

( الحكيم) ؛ الترمذي ؛ في النوادر؛ (هب؛ عن أبي سعيد) ؛ الخدري ؛ وظاهر صنيع المؤلف أن البيهقي خرجه؛ وأقره؛ والأمر بخلافه؛ بل قالوا: سنده ضعيف.



الخدمات العلمية