الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
129 - " اتقوا الله؛ وصلوا أرحامكم " ؛ ابن عساكر ؛ عن ابن مسعود ؛ (ض).

التالي السابق


(اتقوا الله) ؛ في تجنب المحارم؛ والقيام بالواجب؛ (وصلوا) ؛ بكسر الصاد؛ وضم اللام مخففة؛ من " الصلة" ؛ وهي العطية؛ (أرحامكم) ؛ فإن قطيعتها مما يجب أن يتقى - جمع " رحم" ؛ عام في كل رحم - محرما؛ وارثا؛ وضدهما على الأصح؛ والمراد الإحسان إليهم قولا؛ وفعلا؛ وكف الأذى عنهم؛ وقد تضافرت على ذلك نصوص الكتاب والسنة؛ وكفاك شاهدا على تأكد حقها؛ والتحذير من قطعها قرنه - سبحانه - إياها باسمه في قوله (تعالى): واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ؛ قال في الكشاف: قد آذن - عز وجل - إذ قرن الأرحام باسمه أن صلتها منه بمكان؛ كما قال: ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ؛ وفيه أنه يحرم قطع الرحم؛ بل هو من الكبائر.

( ابن عساكر ) ؛ في تاريخه؛ (عن ابن مسعود ) ؛ بسند ضعيف؛ ورواه الطبراني باللفظ المزبور؛ عن جابر ؛ وزاد: " فإنه ليس من ثواب أسرع من صلة الرحم" ؛ ورواه ابن جرير ؛ وعبد بن حميد ؛ عن قتادة ؛ وزاد: " فإنه أبقى لكم في الدنيا؛ وخير لكم في الآخرة" ؛ وبذلك يصير حسنا.



الخدمات العلمية