الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
186 - " اجعلوا أئمتكم خياركم؛ فإنهم وفدكم فيما بينكم؛ وبين ربكم " ؛ (قط هق) ؛ عن ابن عمر ؛ (ض).

التالي السابق


(اجعلوا) ؛ ندبا؛ (أئمتكم) ؛ أي: الذين يؤمون بكم في الصلاة؛ (خياركم) ؛ أي: قدموا للإمامة أفضلكم؛ بالصفات المبينة في كتب الفروع؛ (فإنهم) ؛ أي: الأئمة؛ وفي لفظ: " فإنها" ؛ (وفدكم) ؛ بفتح الواو؛ وسكون الفاء؛ أي: متقدموكم المتوسطون؛ (فيما بينكم؛ وبين ربكم) ؛ وكلما علت درجة المتوسط؛ كان أرجى للقبول؛ وأقرب إلى إفاضة الرحمة؛ وإدرار البر على المقتدين به؛ و" الوفد" : الجماعة المختارة من القوم؛ ليتقدموهم في لقى العظماء؛ لقضاء المهمات؛ ودفع الملمات؛ وذلك أن الإمام خليفة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ هو الواسطة الأفخم؛ والقائد الأعظم؛ والإمام المقدم يوم القيامة؛ فكذا هو إمامهم في وفادتهم في الدنيا؛ في صلاتهم؛ فالإمامة بعده للأقرب فالأقرب منه منزلة؛ والأمثل فالأمثل به مرتبة؛ وأجل مراتب العباد وأعلى منازلهم المعرفة بالله؛ والخلق فيها صنفان: عارف في ذات الله؛ وهو مقام الرسل؛ والأنبياء؛ وواصلي الأولياء؛ وعارف بصفات الله؛ وهو مقام خيار المؤمنين؛ فهم أحق بالتقدم بالإمامة؛ فيقدم ندبا في الإمامة العدل على الفاسق؛ ثم الأفقه؛ ثم الأقرأ؛ ثم الأورع؛ ثم الأسبق إسلاما؛ ثم الأسن؛ ثم النسيب؛ ثم الأحسن ذكرا؛ ثم الأنظف ثوبا؛ ثم الأحسن صوتا؛ ثم الأحسن صورة؛ ذكره الشافعية.

(قط هق) ؛ وضعفه؛ كما في الكبير عنه؛ كلاهما من حديث سعيد بن جبير ؛ (عن ابن عمر) ؛ ابن الخطاب ؛ رمز المصنف لحسنه؛ وليس كما قال؛ فقد أعله الدارقطني ؛ بأن فيه عمرو بن يزيد؛ قاضي المدائن؛ وسلام بن سليمان بن سوار بن المنذر؛ قال ابن عدي : عامة ما يرويه لا يتابع عليه؛ انتهى؛ قال الذهبي ؛ في المهذب: إسناده ضعيف؛ وفي التنقيح: سنده مظلم؛ أهـ.

وسبقه لنحوه عبد الحق؛ وابن القطان؛ وغيرهما.



الخدمات العلمية