الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
212 - " nindex.php?page=hadith&LINKID=653167nindex.php?page=treesubj&link=31962_31958أحب الصيام إلى الله صيام داود؛ كان يصوم يوما؛ ويفطر يوما؛ وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود؛ كان ينام نصف الليل؛ ويقوم ثلثه؛ وينام سدسه " ؛ (حم ق د ن هـ) ؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=13ابن عمرو ؛ (صح).
(أحب الصيام) ؛ المتطوع به؛ (إلى الله) - تعالى - أي: أكثر ما يكون محبوبا إليه؛ والمراد إرادة الخير بفاعله؛ (صيام) ؛ نبي الله (داود) ؛ وبين وجه الأحبية بقوله: (كان يصوم يوما؛ ويفطر يوما) ؛ فهو أفضل من nindex.php?page=treesubj&link=2476صوم الدهر؛ لأنه أشق على النفس بمصادفة مألوفها يوما؛ ومفارقته يوما؛ قال nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي: وسره أن من صام الدهر صار الصوم له عادة؛ فلا يحس وقعه في نفسه بالانكسار؛ وفي قلبه بالصفاء؛ وفي شهواته بالضعف؛ فإن النفس إنما تتأثر بما يرد عليها؛ لا بما تمرنت عليه؛ ألا ترى أن الأطباء نهوا عن اعتياد شرب الدواء؛ وقالوا: من تعوده لم ينتفع به إذا مرض؛ لإلف مزاجه له؛ فلا يتأثر به؟ وطب القلوب قريب من طب الأبدان؛ انتهى؛ وهذا أوضح في البيان؛ وأبلغ في البرهان من قول من قال: صوم الدهر قد يفوت بعض الحقوق؛ وقد لا يشق باعتياده؛ وعليه فالمراد حقيقة اليوم؛ وقال أبو شامة: يصوم وقتا؛ ويفطر وقتا؛ أي: لا يديم الصيام؛ خوف [ ص: 172 ] الضعف عن الجهاد؛ قال: وقد جمعت الأيام التي ورد فيها الأخبار أن نبينا - صلى الله عليه وسلم - كان يصومها؛ فقاربت أن تكون شطر الدهر؛ فهو بمثابة nindex.php?page=treesubj&link=31962صوم داود؛ قال ابن المنير: كان داود يقسم ليله ونهاره لحق ربه؛ وحق نفسه؛ فأما الليل فاستقام له ذلك في ليله؛ وأما النهار فيتعذر تجزئته لعدم تبعيض الصيام؛ فنزل صوم يوم وفطر يوم بمنزلة التجزئة في شقص اليوم؛ (وأحب الصلاة) ؛ من الليل المطلق؛ (إلى الله؛ صلاة داود؛ كان ينام نصف) ؛ وفي رواية: " كان يرقد شطر" ؛ (الليل) ؛ إعانة على قيام البقية المشار إليه بآية: nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=67جعل لكم الليل لتسكنوا فيه ؛ (ويقوم ثلثه) ؛ من أول النصف الثاني؛ لكونه وقت التجلي؛ وهو أعظم أوقات العبادة؛ وأفضل ساعات الليل والنهار؛ (وينام سدسه) ؛ الأخير؛ ليريح نفسه؛ ويستقبل الصبح؛ وأذكار النهار بنشاط؛ ولا يخفى ما في ذلك من الأخذ بالأرفق على النفس؛ التي يخشى سآمتها المؤدية لترك العبادة؛ والله يحب أن يوالي فضله ويديم إحسانه؛ وفي رواية: " ثم" ؛ مكان الواو؛ وهي تفيد الترتيب؛ ففيه رد على من زعم حصول السنة بنوم السدس الأول مثلا؛ وقيام الثلث؛ ونوم النصف الأخير؛ ثم إنه لا تعارض هذه الأحبية قاعدة أن زيادة العمل تقتضي زيادة الفضيلة؛ لأن القاعدة أغلبية؛ كما بينته الشافعية؛ ولا يكره على الأصح عندهم صوم الدهر؛ لمن لا يضره؛ ويكره قيام كل الليل؛ ولو لمن لا يضره؛ وقول المحب الطبري : لا يكره؛ كيف وقد عد من مناقب أئمة؛ منع بأن أولئك مجتهدون؛ سيما وساعدهم الزمان والخلان؛ والفرق بين الصلاة والصوم أن الصائم يستوفي ما فاته؛ والمصلي إن نام نهارا تعطلت مصالحه.
(تنبيه) : قال ابن المنير: هذا في حق الأمة؛ لا المصطفى - صلى الله عليه وسلم -؛ فقد أمره الله بقيام أكثر الليل؛ في قوله (تعالى): nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=2قم الليل إلا قليلا ؛ وعورض بنسخه؛ وبما صح أنه لم يكن يجري على وتيرة واحدة.
(حم ق د ن هـ؛ عن) ؛ عبد الله؛ (ابن عمرو ) ؛ ابن العاص؛ كان يسرد الصيام والقيام؛ فقال له المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: " إن لجسدك عليك حقا..." ؛ ثم ذكره.