الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
335 - " إذا ابتغيتم المعروف فاطلبوه عند حسان الوجوه " ؛ (عد هب) ؛ عن عبد الله بن جراد.

التالي السابق


(إذا ابتغيتم) ؛ خطاب عام؛ غلب فيه الحاضرين على الغيب؛ كما في قوله (تعالى): يا أيها الناس اعبدوا ربكم ؛ (المعروف) ؛ النصفة والخير والرفق والإحسان؛ قال في النهاية: " المعروف" : اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله (تعالى)؛ والتقرب إليه؛ والإحسان للناس؛ وكل ما ندب إليه الشرع؛ ونهى عنه؛ من المحسنات؛ والمقبحات؛ وهو من الصفات الغالبة؛ (فاطلبوه عند حسان ) ؛ وفي رواية: " جمال" ؛ (الوجوه) ؛ أي: الحسنة وجوههم؛ حسنا حسيا؛ أو معنويا؛ على ما مر؛ وظاهر صنيع المؤلف أن هذا هو الحديث بتمامه؛ والأمر بخلافه؛ بل تتمته عند مخرجه البيهقي : " فوالله لا يلج النار سخي؛ ولا يلج الجنة شحيح؛ إن السخاء شجرة في الجنة؛ تسمى السخاء؛ وإن الشح شجرة في النار؛ تسمى الشح" ؛ انتهى.

(عد هب؛ عن عبد الله بن جراد) ؛ بجيم؛ ومهملتين؛ الخفاجي العقيلي ؛ قال البخاري : له صحبة؛ وقضية كلام المؤلف أن مخرجيه سكتا عليه؛ ولا كذلك؛ بل تعقبه البيهقي بما نصه: هذا إسناد ضعيف؛ انتهى؛ فحذفه ذلك من كلامه غير صواب؛ وذلك لأن فيه إبراهيم العسيلي؛ ويعلى بن الأشدق؛ لا يصدق؛ كما بينه الأئمة.



الخدمات العلمية