الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
36 - " ائذنوا للنساء أن يصلين بالليل في المسجد " ؛ الطيالسي ؛ عن ابن عمر ؛ (صح).

التالي السابق


(ائذنوا) ؛ بكسر الهمزة الأولى؛ وسكون الثانية؛ من " الأذن" ؛ وهو لغة: الإعلام؛ وشرعا: فك الحجر؛ وإطلاق التصرف في شيء لمن كان ممنوعا منه شرعا؛ (للنساء) ؛ اللاتي لا يخاف عليهن ولا منهن فتنة؛ أو ريبة؛ (أن يصلين بالليل في المسجد) ؛ لامه للجنس؛ والأمر للندب؛ إذ لو كان للوجوب لكان الخطاب لهن؛ كما في نحو: وأقمن الصلاة ؛ ولانتفى معنى الاستئذان؛ ولما قال في الرواية الأخرى: " وبيوتهن خير لهن" ؛ قال ابن جرير : وإذا شرع الآذن لها فيما يندب شهوده؛ كجماعة؛ ففيما هو فرض؛ كأداء شهادة؛ وتعلم ديني؛ أو مندوب مؤكد؛ كشهود جنازة أحد أبويها؛ أولى؛ قال الراغب : و" الإذن" ؛ يعبر به عن العلم؛ لأنه مبدأ كثير من العلم؛ فتناول الإذن في الشيء إعلام بإجازته والرخصة فيه؛ لكن بين الإذن والعلم فرق؛ فإن الإذن أخص؛ ولا يكاد يستعمل إلا فيما فيه مشتبه؛ ضامه أمر أم لا.

( الطيالسي ) ؛ أبو داود ؛ وهو بفتح الطاء؛ ومثناة تحت؛ وكسر اللام؛ نسبة إلى الطيالسة التي تجعل على العمائم؛ كذا قاله السمعاني؛ واسمه سليمان بن داود بن الجارود؛ أصله من فارس؛ وسكن بالبصرة؛ ثقة؛ حافظ؛ غلط في أحاديث؛ (عن ابن عمر) ؛ ابن الخطاب ؛ رمز لحسنه؛ وفيه إبراهيم بن مهاجر ؛ فإن كان البجلي الكوفي؛ فقد أورده الذهبي في الضعفاء؛ أو المدني؛ فقد ضعفه النسائي ؛ أو الأزدي الكوفي؛ فقد تركه الدارقطني .



الخدمات العلمية