الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
433 - " إذا استنشقت فاستنثر؛ وإذا استجمرت فأوتر " ؛ (طب)؛ عن سلمة بن قيس؛ (صح).

التالي السابق


؛ (إذا استنشقت) ؛ أيها المتوضئ؛ بدليل خبر الطيالسي : " إذا توضأ أحدكم؛ واستنثر؛ فليفعل ذلك مرتين؛ أو ثلاثا" ؛ (فاستنثر) ؛ ندبا؛ أخرج الماء الذي استنشقت به؛ ليخرج معه ما في الأنف من نحو مخاط؛ ويخرجه بريح الأنف؛ إن لقي؛ وإلا فبيده؛ ويسن كونه باليسرى؛ كما في رواية النسائي ؛ وذلك لما فيه من تنقية مجرى النفس؛ الذي به تلاوة القرآن؛ ولإزالة ما فيه من الثقل؛ ليفتح مجاري العروق؛ ولما فيه من طرد الشيطان؛ قال الطيبي: خص الاستنثار لأن القصد خروج الخطايا؛ وهو مناسب للاستنثار؛ لأنه إخراج؛ (وإذا استجمرت) ؛ أي: مسحت محل النجو بالجمار؛ (فأوتر) ؛ بثلاث؛ أو خمس؛ أو أكثر؛ والواجب عند الشافعية ثلاث؛ فإن لم ينق زيد؛ ويسن الإيتار؛ وحملوا الخبر على الوجوب في الثلاث؛ وعلى الندب فيما زاد؛ استعمالا للأمر في حقيقته؛ ومجازه؛ وهو شائع عندهم؛ و" الاستنشاق" : إبلاغ الماء إلى خياشيمه؛ و" الاستنثار" : " استفعال" ؛ من " النثر" ؛ بنون؛ ومثلثة؛ وهو طرح الماء؛ الذي يستنشقه المتطهر؛ أي: يجذبه بريح الأنف؛ لتنظيف ما في داخله؛ فيخرجه ريح أنفه؛ سواء كان بإعانة يده؛ أو لا؛ وحكي عن مالك - رحمه الله (تعالى) - كراهة فعله بغير يده؛ لأنه يشبه فعل الدابة؛ والمشهور عدم الكراهة؛ وقيل: الاستجمار هنا مأخوذ من " الجمر" ؛ الذي يوقد؛ قال الولي العراقي: ويمكن حمل المشترك على معنييه؛ وقد كان ابن عمر - رضي الله عنه - يفعل ذلك؛ كما نقله ابن عبد البر ؛ وكان يستجمر بالأحجار وترا؛ ويجمر ثيابه وترا.

(طب؛ عن سلمة) ؛ بفتح المهملة؛ واللام؛ ( ابن قيس ) ؛ الأشجعي؛ ثم الكوفي؛ رمز المؤلف لحسنه.



الخدمات العلمية