الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
455 - " إذا أصبحتم؛ فقولوا: اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير " ؛ (هـ)؛ وابن السني ؛ عن أبي هريرة ؛ (ح).

التالي السابق


(إذا أصبحتم) ؛ أي: قاربتم الدخول في الصباح؛ والصباح: أول النهار؛ وهو من طلوع الفجر؛ وقبل الشمس؛ والمساء: من الغروب؛ وقبل الزوال؛ لكن في ذيل فصيح ثعلب؛ للبغدادي: " الصباح" : من نصف الليل الأخير؛ إلى الزوال؛ و" المساء" : منه إلى آخر نصف الليل الأول؛ (فقولوا) ؛ ندبا؛ (اللهم بك) ؛ قدمه للاختصاص؛ والباء للاستعانة؛ أو المصاحبة؛ أو السببية؛ أي: بسبب إنعامك علينا بالإيجاد؛ والإمداد؛ (أصبحنا وبك أمسينا) ؛ دخلنا في المساء؛ والباء تتعلق بمحذوف؛ وهو خبر " أصبح" ؛ ولا بد من تقدير مضاف؛ أي: " أصبحنا وأمسينا متلبسين بنعمتك؛ أو بحياطتك؛ وكلاءتك" ؛ أو " بذكرك واسمك" ؛ (وبك نحيا وبك نموت) ؛ حكاية عن الحال الآتية؛ أي: يستمر حالنا على هذا؛ في جميع الأزمان؛ وسائر الأحيان؛ إلى أن نلقاك؛ (وإليك) ؛ لا إلى غيرك؛ (المصير) ؛ المرجع؛ في نيل الثواب؛ مما نكتسبه في حياتنا.

(هـ؛ وابن السني ) ؛ في عمل يوم وليلة؛ (عن أبي هريرة ) - رضي الله عنه - رمز المؤلف لحسنه تبعا للترمذي؛ وله شواهد ترقيه إلى الصحة؛ فإنه كما ورد من قوله ورد من فعله؛ روى أبو داود والترمذي أنه كان يقول ذلك إذا أصبح: " اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور" ؛ وإذا أمسى قال: اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير" ؛ انتهى؛ وبه يعلم أن في الحديث المشروح اختصارا.



الخدمات العلمية