4141 4142 4143 4144 ص: وقد روي عن رسول الله -عليه السلام- ما قد دل على أن حكم الحلق باق على المحصرين كما هو على من وصل إلى البيت، وذلك أن ربيعا المؤذن حدثنا، قال: ثنا أسد بن موسى ، قال: ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، قال ثنا ابن إسحاق، قال: حدثني عبد الله بن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: " حلق رجال يوم الحديبية، وقصر آخرون، فقال رسول الله -عليه السلام-: يرحم الله المحلقين، ، قالوا: يا رسول الله، والمقصرين؟ قال: يرحم الله المحلقين، ، قالوا: يا رسول الله، والمقصرين؟ قال: يرحم الله المحلقين، . قالوا: يا رسول الله [و]، المقصرين؟ قال: والمقصرين، قالوا: فما بال المحلقين ظاهرت لهم بالترحم؟ قال: إنهم لم يشكوا". .
حدثنا فهد ، قال: ثنا يوسف بن بهلول ، قال: ثنا ابن إدريس ، عن ابن إسحاق ... ، فذكر بإسناده مثله.
[ ص: 233 ] حدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون ، قال: ثنا الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي إبراهيم الأنصاري ، قال: ثنا أبو سعيد الخدري ، قال: " سمعت النبي -عليه السلام- يستغفر يوم الحديبية للمحلقين ثلاثا، وللمقصرين مرة".
حدثنا ابن مرزوق ، قال: ثنا هارون بن إسماعيل الخزاز ، وقال: ثنا علي بن المبارك ، قال: ثنا يحيى بن أبي كثير ، أن أبا إبراهيم حدثه، عن أبي سعيد الخدري: " ، أن رسول الله -عليه السلام- عام الحديبية استغفر للمحلقين مرة وللمقصرين مرة وحلق رسول الله -عليه السلام- وأصحابه رءوسهم غير رجلين من الأنصار ورجل من قريش".
قال أبو جعفر : -رحمه الله-: فلما حلقوا جميعا إلا من قصر منهم، وفضل رسول الله -عليه السلام- من حلق منهم على من قصر؛ ثبت بذلك أنهم قد كان لهم الحلق أو التقصير كما كان عليهم لو وصلوا إلى البيت، ، ولولا ذلك لما كانوا فيه إلا سواء، ولا كان لبعضهم في ذلك فضيلة على بعض، ففي تفضيل النبي -عليه السلام- في ذلك المحلقين على المقصرين دليل على أنهم كانوا في ذلك كغير المحصرين، فقد ثبت بما ذكرنا أن حكم الحلق أو التقصير لا يزيله الإحصار.


