4628 4629 [ ص: 233 ] ص: وقد حدثنا قال: ثنا ابن أبي داود، قال: ثنا الوهبي، ، عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، ابن عبد الله بن أنيس ، عن أبيه ، أنه قال لرسول الله -عليه السلام-: "إني أكون ببادية يقال لها: الوطأة، وإني بحمد الله أصلي بهم؛ فمرني بليلة في هذا الشهر أنزلها إلى المسجد فأصليها فيه، قال: انزل ليلة ثلاث وعشرين فصلها فيه فإن أحببت أن تستتم آخر الشهر فافعل، وإن أحببت فكف، فكان إذا صلى صلاة العصر دخل المسجد ولا يخرج إلا لحاجة حتى يصلي الصبح، فإذا صلى الصبح كانت دابته بباب المسجد".
ففي هذا الحديث أنه قد جعل لليلة ثلاث وعشرين في التحري ما لم يجعل لسائر السبع الأواخر، وقد حدثنا روح بن الفرج قال: ثنا قال: ثنا أحمد بن صالح، قال: أخبرني ابن أبي فديك، عبد العزيز بن بلال بن عبد الله ، عن أبيه بلال بن عبد الله ، عن عطية بن عبد الله ، عن أبيه عبد الله بن أنيس: "أنه سأل النبي -عليه السلام- عن ليلة القدر، فقال: إني رأيتها فأنسيتها فتحرها في النصف الآخر، ثم عاد فسأله، فقال: في ثلاث وعشرين تمضي من الشهر". .
قال عبد العزيز: : وأخبرني أبي: "أن عبد الله بن أنيس كان يحيي ليلة ست عشرة إلى ليلة ثلاث وعشرين، ثم يقصر".
ففي هذا الحديث أن رسول الله -عليه السلام- أمره أن يتحراها في النصف الآخر من الشهر، ، ثم أمره بعد ذلك أن يتحراها ليلة ثلاث وعشرين، فقد رجع معنى هذا الحديث إلى معنى ما رويناه قبله عن عبد الله بن أنيس، وقد يجوز أن يكون رسول الله -عليه السلام- إنما أمر عبد الله بن أنيس في الليلة التي ذكرنا، على أن تحريه ذلك إنما دله أنها تكون في تلك السنة كذلك لرؤياه التي رآها، وإن كانت قد تكون في غيرها من السنين بخلاف ذلك، فأما ما روي عنه في رؤياه التي كان رآها فيما قد ذكرناه عنه في حديث بتحري ليلة القدر ، عن بسر بن سعيد عبد الله بن أنيس.