الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                4648 ص: فهذا منتهى ما وقفنا عليه من علم ليلة القدر، بما دلنا عليه كتاب الله -عز وجل- وسنة رسول الله -عليه السلام-، فأما ما روي بعد ذلك عن أصحابه وتابعيهم فمعناه داخل في المعاني التي ذكرنا.

                                                [ ص: 257 ]

                                                التالي السابق


                                                [ ص: 257 ] ش: انتهى الطحاوي في هذا الباب إلى ما لم ينته إليه غيره، ممن كان في عصره، ومن بعده، حيث أخرج فيه عن خمسة عشر نفرا من الصحابة -رضي الله عنهم- وهم: عبد الله بن عمر ، وأبو ذر ، وعبد الله بن أنيس ، وأبو سعيد الخدري ، وعبادة بن الصامت ، وأبو هريرة ، وعمر بن الخطاب، وعائشة أم المؤمنين، وبلال بن رباح ، وأبي بن كعب ، وعبد الله بن مسعود ، ومعاوية بن أبي سفيان، فهؤلاء اثني عشر نفرا.

                                                ومنهم أيضا: جابر بن عبد الله روى عن عبد الله بن أنيس ، وأنس بن مالك روى عن عبادة بن الصامت ، وعبد الله بن عباس روى عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهم-.

                                                ولما أخرج الترمذي حديث عائشة في ليلة القدر قال: وفي الباب عن عمر ، وأبي بن كعب ، وجابر بن عبد الله ، وابن عمر ، والفلتان بن عاصم ، وأنس ، وأبي سعيد ، وعبد الله بن أنيس ، وأبي بكرة ، وابن عباس ، وبلال ، وعبادة بن الصامت .

                                                فهؤلاء أربعة عشر نفرا، وقد فات الطحاوي منهم: الفلتان بن عاصم ، وأبو بكرة نفيع بن الحارث ، وجابر بن سمرة .

                                                أما حديث الفلتان بن عاصم فأخرجه الطبراني : نا محمد بن النضر الأزدي، نا معاوية بن عمرو، نا زائدة ، عن عاصم بن كليب الجرمي ، عن أبيه، أن خاله الفلتان بن عاصم أخبره، أنه رأى النبي -عليه السلام-، وأن رسول الله -عليه السلام- قال: "أما ليلة القدر فالتمسوها في العشر الأواخر وترا".

                                                وأما حديث أبي بكرة فأخرجه الترمذي : نا حميد بن مسعدة، قال: ثنا يزيد بن زريع، نا عيينة بن عبد الرحمن، قال: ثنا أبي، قال: "ذكرت ليلة القدر عند [ ص: 258 ] أبي بكرة، فقال: ما أنا بملتمسها لشيء سمعته من رسول الله -عليه السلام- إلا في العشر الأواخر، وإنني سمعته يقول: التمسوها في تسع تبقين أو في خمس تبقين أو في ثلاث تبقين أو آخر ليلة".

                                                قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.

                                                وأما حديث جابر بن سمرة فأخرجه ابن أبي شيبة : ثنا عمرو بن طلحة ، عن أسباط بن نصر ، عن سماك ، عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله -عليه السلام-: "اطلبوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان".




                                                الخدمات العلمية