4651 ص: فكان من الحجة للآخرين في ذلك: أن هذا الكلام لم يقصد به إلى المعنى الذي ذكره هذا المخالف؛ وإنما قصد به إلى الأعمال التي يجب بها الثواب، ألا تراه يقول: "الأعمال بالنية، وإنما لامرئ ما نوى" يريد: من الثواب؟ ثم قال: "فمن كانت هجرته إلى الله وإلى رسوله؛ فهجرته إلى الله وإلى رسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة يتزوجها. فهجرته إلى ما هاجر إليه".
فذلك لا يكون إلا جوابا لسؤال، كأن النبي -عليه السلام- سئل عما للمهاجر من عمله أي: من هجرته؟ فقال: "إنما الأعمال بالنية".
[ ص: 270 ] حتى أتى على الكلام الذي في الحديث، وليس ذلك من أمر الإكراه على الطلاق والعتاق والرجعة والأيمان في شيء.
فانتفى هذا الحديث أن يكون فيه حجة لأهل المقالة التي بدأنا بذكرها على أهل المقالة التي ثنينا بذكرها.


