5480 5481 ص: وكان من الحجة لهم على أهل المقالة الأولى في الحديث الذي احتجوا به عليهم أن معمرا أخبر عن النبي -عليه السلام- أنه كان سمعه يقول: معمر: : وكان طعامنا يومئذ الشعير" فيكون ذلك على الشعير بالشعير، فيجوز أن يكون النبي -عليه السلام- أراد بقوله -الذي حكاه عنه "الطعام بالطعام مثلا بمثل، ثم قال الطعام الذي كان طعامهم يومئذ، فيكون ذلك على الشعير بالشعير، فلا يكون في هذا الحديث شيء من ذكر معمر- مما ذكر فيه عن النبي -عليه السلام- وإنما هو مذكور عن بيع الحنطة بالشعير معمر ، من رأيه، ومن تأويله ما كان سمع من النبي -عليه السلام-، ألا ترى أنه قيل له: "فإنه ليس مثله" أي ليس من نوعه، فلم ينكر ذلك على من قاله، وكان من جوابه "أني أخشى أن يضارعه"، ) كأنه خاف أن يكون قول النبي -عليه السلام- الذي سمعه يقول -وهو ما ذكرنا في حديثه- على الأطعمة كلها فتوقى ذلك وتنزه عنه؛ للريب الذي وقع في قلبه منه، فلما انتفى أن يكون في هذا الحديث حجة لأحد الفريقين على صاحبه، نظرنا هل في غيره ما ينبئنا عن حكم ذلك، كيف هو؟ فاعتبرنا ذلك، فإذا علي بن شيبة قد حدثنا، قال: ثنا ، قال: أنا يزيد بن هارون ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن مسلم بن يسار ، عن أبي الأشعث -رضي الله عنه-: عبادة بن الصامت "أنه قام فقال: يا أيها الناس قد [ ص: 330 ] أحدثتم بيوعا لا أدري ما هي، وإن الذهب بالذهب وزنا بوزن تبره وعينه، والفضة بالفضة وزنا بوزن تبرها وعينها، ولا بأس ببيع الذهب بالفضة، والفضة أكثرهما، يدا بيد، ولا يصلح نساء، والبر بالبر مدا بمد يدا بيد، والشعير بالشعير مدا بمد يدا بيد، ولا بأس ببيع الشعير بالبر والشعير أكثرهما يدا بيد، ولا يصلح نسيئة، ، والتمر بالتمر، حتى عد الملح مثلا بمثل، من زاد أو استزاد فقد أربى". .
فهذا عبادة بن الصامت قد خالف معمر بن عبد الله فيما ذهب إليه، على ما ذكرنا عنه في الحديث الأول.