الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( قال المزني ) قلت أنا : وقد ( قال الشافعي ) : إن التدبير وصية فلو أوصى به ثم رهنه أما كان جائزا ؟ فكذلك التدبير في أصل قوله ، وقد قال في الكتاب الجديد آخر ما سمعناه منه : ولو قال في المدبر إن أدى بعد موتي كذا فهو حر أو وهبه هبة بتات قبض أو لم يقبض ورجع فهذا رجوع في التدبير هذا نص قوله .

( قال المزني ) قلت أنا : فقد أبطل تدبيره بغير إخراج له من ملكه كما لو أوصى برقبته ، وإذا رهنه فقد أوجب للمرتهن حقا فيه فهو أولى برقبته منه وليس لسيده بيعه للحق الذي عقده فيه فكيف يبطل التدبير بقوله إن أدى كذا فهو حر أو وهبه ولم يقبضه الموهوب له حتى رجع في هبته وملكه فيه بحاله ولا حق فيه لغيره ولا يبطل تدبيره بأن يخرجه من يده إلى يد من هو أحق برقبته منه وبيعه ، وقبض ثمنه في دينه ومنع سيده من بيعه فهذا أقيس بقوله ، وقد شرحت لك في كتاب المدبر فتفهمه .

التالي السابق


الخدمات العلمية