الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ولا يقتل مؤمن بكافر لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يقتل مؤمن بكافر وإنه لا خلاف أنه لا يقتل بالمستأمن وهو في التحريم مثل المعاهد .

( قال المزني ) رحمه الله فإذا لم يقتل بأحد الكافرين المحرمين لم يقتل بالآخر .

( قال الشافعي ) رحمه الله قال قائل عن النبي صلى الله عليه وسلم : لا يقتل مؤمن بكافر حربي ، فهل من بيان في مثل هذا يثبت ؟ قلت : نعم قول النبي صلى الله عليه وسلم { لا يرث المؤمن الكافر ولا الكافر المؤمن } فهل تزعم أنه أراد أهل الحرب ; لأن دماءهم وأموالهم حلال ؟ قال : لا ولكنها على جميع الكافرين ; لأن اسم الكفر يلزمهم . قلنا : وكذلك لا يقتل مؤمن بكافر ; لأن اسم الكفر يلزمهم فما الفرق ؟ قال قائل : روينا حديث ابن السلماني قلنا : منقطع وخطأ إنما روي فيما بلغنا { أن عمرو بن أمية قتل كافرا كان له عهد إلى مدة وكان المقتول رسولا فقتله النبي صلى الله عليه وسلم به } فلو كان ثابتا كنت قد خالفته وكان منسوخا ; لأنه قتل قبل الفتح بزمان ، وخطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم { لا يقتل مؤمن بكافر } عام الفتح وهو خطأ ; لأن عمرو بن أمية عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم دهرا وأنت تأخذ العلم ممن بعد ليس لك به معرفة أصحابنا .

التالي السابق


الخدمات العلمية