باب كسب الحجام
حدثنا الربيع قال ( قال ) أخبرنا الشافعي عن سفيان بن عيينة الزهري عن حرام بن سعد بن محيصة { محيصة سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن كسب الحجام فنهاه عنه فلم يزل يكلمه حتى قال له أطعمه رقيقك واعلفه ناضحك } أخبرنا أن عن مالك الزهري عن ابن شهاب { حرام بن سعد عن أبيه أنه استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في إجارة الحجام فنهاه عنها فلم يزل يسأل ويستأذنه حتى قال له اعلفها ناضحك ورقيقك } حدثنا عن الربيع قال أخبرنا قال أخبرنا الشافعي عن مالك حميد عن قال : { أنس أبو طيبة رسول الله فأمر له [ ص: 668 ] بصاع من تمر وأمر أهله أن يخففوا عنه من خراجه } . وأخبرنا حجم عبد الوهاب بن عبد المجيد عن حميد { أنه قيل له : احتجم رسول الله ؟ قال : نعم ، حجمه أنس أبو طيبة فأعطاه صاعين وأمر مواليه أن يخفوا عنه من ضريبته ، وقال إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري لصبيانكم من العذرة ولا تعذبوهم بالغمز } أخبرنا عن عن عبد الوهاب الثقفي أيوب عن عن ابن سيرين . أخبرنا ابن عباس سفيان عن عن إبراهيم بن ميسرة قال : { طاوس } . احتجم رسول الله وقال للحجام اشكموه
( قاله ) ليس في شيء من هذه الأحاديث مختلف ولا ناسخ ولا منسوخ فهم قد أخبرونا أنه قد أرخص الشافعي لمحيصة أن يعلفه ناضحه ويطعمه رقيقه ولو كان حراما لم يجز رسول الله والله أعلم لمحيصة أن يملك حراما ولا يعلفه ناضحه ولا يطعمه رقيقه ورقيقه ممن عليه فرض الحلال والحرام ولم يعط رسول الله حجاما على الحجامة أجرا إلا لأنه لا يعطي إلا ما يحل له أن يعطيه وما يحل لمالكه ملكه حل له ولمن أطعمه إياه أكله قال : فإن قال قائل : فما معنى نهي رسول الله وإرخاصه في أن يطعمه الناضح والرقيق ؟ قيل لا معنى له إلا واحد وهو أن من المكاسب دنيا وحسنا فكان دنيا فأحب له تنزيه نفسه عن الدناءة لكثرة المكاسب التي هي أجمل فلما زاد فيه أمره أن يعلفه ناضحه ويطعمه رقيقه تنزيها له لا تحريما عليه ( قال كسب الحجام ) رضي الله عنه : وقد روي أن رجلا ذا قرابة الشافعي قدم عليه فسأله عن معاشه فذكر له غلة حمام وكسب حجام أو حجامين فقال إن كسبك لوسخ أو قال لدنيء أو قال لدنس أو كلمة تشبه ذلك . لعثمان