الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب:

                                                                                                                                                                                                                                      العامل في (يوم) من قوله: (يوم تبيض وجوه) : (عظيم) ، ولا يعمل فيه (عذاب) ; لأنه موصوف قد فصلت صفته بينه وبين معموله، ويجوز أن تعمل فيه الجملة; لأنها بمعنى: يعذبون يوم تبيض.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 112 ] ومن قرأ: (تبياض) و (تسواد) ; فهما فعلان مبنيان على (افعال) .

                                                                                                                                                                                                                                      (ليسوا سواء) : اسم (ليس) مضمر فيها، و (سواء) : خبرها.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: (من أهل الكتاب أمة) : ابتداء وخبر.

                                                                                                                                                                                                                                      و (أمة) في قول أبي عبيدة : اسم (ليس) ، و (سواء) : الخبر، على لغة من قال: (أكلوني البراغيث) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأجاز الفراء رفع (أمة) بـ(سواء) ، وعمل (سواء) قبيح; إذ ليس بجار على الفعل، مع أنه لا يعود على اسم (ليس) من خبرها شيء.

                                                                                                                                                                                                                                      (وهم يسجدون) : نعت لـ(أمة) غير متصل بها، ولكنه من المعدول بالعطف; كقوله: (جاءني زيد الكريم والعاقل، أو حال من المضمر في(قائمة) ، أو من (أمة) ، إذا رفعتها بـ (سواء) ; لأنها قد قويت بالنعت.

                                                                                                                                                                                                                                      (يؤمنون بالله) : نعت لـ(أمة) ، أو حال من المضمر في (يسجدون) ، أو المضمر في (يتلون) ، أو في (قائمة) ، وكذلك ما عطف عليه، ويجوز أن يكون ذلك مستأنفا.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 113 ] [(آناء الليل) : ظرف زمان.

                                                                                                                                                                                                                                      (لا يألونكم خبالا) : نعت لـ(بطانة) ]، وكذلك (ودوا) ، أو يكون (ودوا) حالا إن أضمرت معه (قد) .

                                                                                                                                                                                                                                      (هاانتم أولاء) أي: ها أنتم الذين، فـ (أولاء) بمعنى: (الذين) ، و (تحبونهم) : صلته.

                                                                                                                                                                                                                                      ويجوز أن يكون (أنتم) ابتداء، و (أولاء) : الخبر، و (تحبونهم) : حالا، التقدير: (انظروا إلى أنفسكم محبين لهم) .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: (يضركم) ; فهو من (ضار يضير) ، ومنه: (قالوا لا ضير) [الشعراء: 50].

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: (لا يضركم) ; فهو من (ضر يضر) ، ويجوز أن يكون مرفوعا على تقدير إضمار الفاء، المعنى: فلا يضركم، وقد تقدم القول في حذفها، أو يكون مرفوعا على نية التقديم قبل (وإن تصبروا) ، كما قال: [من الرجز] [ ص: 114 ]

                                                                                                                                                                                                                                      يا أقرع بن حابس يا أقرع إنك إن يصرع أخوك تصرع

                                                                                                                                                                                                                                      ويجوز أن يكون مجزوما، وضمت الراء; لالتقاء الساكنين، على إتباع الضم الضم، وكذلك قراءة من فتح الراء على أن الفعل مجزوم، وفتح لالتقاء الساكنين; لخفة الفتح.

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية