التفسير:
(وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال) : يوم المراد بقوله: أحد، في قول وغيره. ابن عباس
: هو يوم الأحزاب. الحسن
وأصل (التبوء) : اتخاذ المنزل للسكنى.
(والله سميع عليم) قيل: (سميع) لما يقوله المنافقون، (عليم) بما يضمرون.
وقيل: سميع لما يقوله المشيرون عليك; لأن النبي صلى الله عليه وسلم استشار [ ص: 119 ] المسلمين في الخروج إلى المشركين، فأشارت عليه الأنصار بالخروج.
وقيل: هو للنبي عليه الصلاة والسلام، والمعنى: (سميع) لما تقوله للمؤمنين ، (عليم) بما تضمره، على وجه المدح له والتزكية.
(إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا) يعني: حيين من الأنصار; بني سلمة من الخزرج، وبني حارثة من الأوس، عن ، ابن عباس ، وغيرهما وقيل: الطائفتان: قوم من المهاجرين والأنصار. وجابر بن عبد الله
: خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوم السدي أحد في ألف، فرجع عبد الله بن أبي في ثلاث مئة، وهم بنو حارثة، وعصم الله بني سلمة، فمضوا مع النبي صلى الله عليه وسلم.
: همت الطائفتان بالفشل، ولم تفشلا. ابن جريج
و (الفشل) : الجبن، عن ، وكذلك هو في اللغة. ابن عباس
(ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة) : (بدر) : ماء سمي باسم صاحبه، عن . الشعبي
وغيره: هو اسم الموضع غير منقول. الواقدي،
[ ص: 120 ] ومعنى (أذلة) : قليلو العدد، وكانوا - فيما روي- يوم بدر ثلاث مئة وبضعة عشر، ويوم أحد ألفا، ويوم حنين اثني عشر ألفا.
وكانت بدر يوم سبعة عشر من رمضان لثمانية عشر شهرا من الهجرة، وأحد على رأس أحد وثلاثين شهرا من مقدم النبي عليه الصلاة والسلام المدينة يوم السبت للنصف من شوال، وحنين في سنة ثمان للنصف من شوال.
(إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف) : هذا يوم بدر، وكان قد بلغ المسلمين أن كرز بن جابر المحاربي يمد المشركين، فاغتموا لذلك، فقيل لهم: (ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة) إلى قوله: (مسومين) ، روي معناه عن ، ابن عباس . والحسن
: ابن عباس بدر، وإنما كانوا في غيره عددا ومددا. لم تقاتل الملائكة إلا يوم
وقيل: إن قوله: ((ألن يكفيكم) إلى قوله: (مسومين) في يوم أحد، وإنما وعدوا يوم بدر بأن يمدهم بألف من الملائكة مردفين، فأمدهم بها.
: قوله: قتادة (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة) أي: قليلون، ثم رجع إلى [ ص: 121 ] ذكر أحد، فلما فروا وخالفوا النبي عليه الصلاة والسلام; لم يمدهم بشيء.
: كان جميع العدد خمسة آلاف، وقيل: كانوا ثمانية آلاف. الحسن
ومعنى ( مسومين) : معلمين.
قال ، وغيره: كانت خيلهم معلمة بالصوف في نواصيها وأذنابها. ابن عباس
عن أبيه: نزلت الملائكة يوم هشام بن عروة بدر على خيل بلق، وعليها عمائم صفر.
: كانت سيماهم عمائم بيضاء. الزجاج
وقيل: (مسومين) بالفتح: مرسلين، من الإبل السائمة، وذلك يرجع إلى السيما، وهي العلامة; لأنهم كانوا يعلمون الإبل إذا أرسلت في المرعى; لئلا تختلط.