الإعراب:
تقدم القول في (يغل) .
(ألا خوف عليهم) : موضع (أن) نصب; على تقدير: يستبشرون بأن لا خوف عليهم، وكذلك: (وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين) فيمن فتح، ومن كسر; فعلى الاستئناف.
أو يكون على تقدير: يخوفكم إياهم، وقد تقدم ذكره. (يخوف أولياءه) : (أولياءه) : مفعول على معنى: يخوفهم الفقر،
ومن قرأ: (يحزنك) ; فمعناه: لا يجعلك حزينا، ومن قرأ: (يحزنك) ; فمعناه: لا يجعل فيك حزنا، وهما متقاربان، يقال: (حزن الرجل) ، و (حزنته) ; إذا جعلت فيه حزنا، وبعض العرب تقول: (حزن، وأحزنته) ، حكاه الخليل.
[ ص: 163 ] (إنهم لن يضروا الله شيئا) : انتصب قوله: (شيئا) ; لوقوعه موقع المصدر، [كأنه قال: لن يضروا الله ضررا قليلا ولا كثيرا، ويجوز انتصابه على تقدير حذف الباء]، كأنه قال: لن يضروا الله بشيء.
(ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم) : من قرأ بالياء; فـ (الذين) : فاعلون، و (أنما نملي لهم خير لأنفسهم) يسد مسد المفعولين، و (ما) بمعنى (الذي) ، والعائد محذوف، و (خير) : خبر (أن) .
ويجوز أن تقدر (ما) والفعل مصدرا، فالتقدير: ولا يحسبن الذين كفروا أن إملاءنا لهم خير لأنفسهم.
ومن قرأ بالتاء; فالفاعل هو المخاطب، و (الذين) : مفعول (حسب) الأول، و (أن) وما بعدها بدل من (الذين) ، وهي تسد مسد المفعولين، كما تسد لو لم تكن بدلا، ولا يصلح أن تكون (أن) وما بعدها مفعولا ثانيا لـ(حسب) ; لأن المفعول الثاني في هذا الباب هو الأول في المعنى، إلا أن يضمر محذوف، فيكون التقدير: ولا تحسبن شأن الذين كفروا، ويقدر (ما) والفعل على هذا مصدرا، وإن لم يقدر حذف مضاف; لم يصلح أن تكون (ما) والفعل مصدرا; لأن (الذين كفروا) ليسوا (الإملاء) .
وقيل: إن الكلام لمن قرأ بالتاء - محمول على التكرير، تقديره: (ولا تحسبن الذين كفروا، لا تحسبن أنما نملي لهم) ، فسدت (أن) مسد المفعولين لـ(حسب) [ ص: 164 ] الثاني، وهي وما عملت فيه مفعول ثان لـ(حسب) الأول.
وقوله: (ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله) : من قرأ بالياء; فـ (الذين) : فاعلون، وحذف مفعول (حسب) الأول; لدلالة الكلام عليه، و (هو) : فاصلة، و (خيرا) : مفعول ثان لـ(حسب) ، التقدير: (ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله البخل هو خيرا لهم) ، فحذف (البخل) لدلالة (يبخلون) عليه.
ومن قرأ بالتاء; فالفاعل المخاطب، و (الذين) : مفعول أول، على تقدير حذف المضاف، و (هو) : فاصلة، و (خيرا) : مفعول ثان لـ(حسب) ، التقدير: (ولا تحسبن بخل الذين يبخلون) .
وقوله: (لا يحسبن الذين يفرحون بما أتوا) ، و (فلا تحسبنهم بمفازة) [آل عمران: 188]: من قرأهما جميعا بالياء; فـ (الذين) : فاعلون، ومفعولا (حسب) محذوفان، واستغني عنهما; لأن قوله: (فلا يحسبنهم بمفازة من العذاب) بدل من (لا يحسبن الذين يفرحون بما أتوا) ، ففاعل الفعلين واحد، والمعنى: (لا يحسبن الذين يفرحون بما أتوا، ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا أنفسهم بمفازة من العذاب) ، فـ (أنفسهم) : مفعول أول، و (بمفازة) : في موضع المفعول الثاني.
ومن قرأهما بالتاء; فالفاعل هو المخاطب، و (الذين) : مفعول أول، [ ص: 165 ] وحذف المفعول الثاني; لدلالة (بمفازة من العذاب) عليه، ويجوز البدل على هذه القراءة; لأن الفاعلين واحد.
ويجوز أن يكون (بمفازة من العذاب) المفعول الثاني لـ(حسب) الأول، على تقدير التقديم، ويكون المفعول الثاني لـ(حسب) الثاني محذوفا; لدلالة الأول عليه، التقدير: (لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا، ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا بمفازة من العذاب، فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب) ، فحذف، وإذا قدرت البدل; فالفاء في (فلا تحسبنهم) زائدة.
ومن قرأ: (لا يحسبن الذين يفرحون) بالياء، و (فلا تحسبنهم) بالتاء; فعلى أن مفعولي (حسب) الأول حذفا لدلالة ما ذكر بعد عليهما، ولا يصلح البدل على هذه القراءة; لاختلاف الفاعلين.
و (يميز) و (يميز) لغتان .
* * *