التفسير:
قوله :
nindex.php?page=treesubj&link=28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=41فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد الآية.
المعنى: فكيف يكون حالهم حينئذ؟ وشهادة الرسل على الأمم بالتبليغ، وقيل: بأعمالهم، وفي الكلام معنى التوبيخ.
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42لو تسوى بهم الأرض : [أي: لو انفتحت لهم الأرض، فساخوا فيها.
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : المعنى: تسوى عليهم]، فـ (الباء) عنده بمعنى (على) ، وقيل:
المعنى : يودون لو كانوا ترابا.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42ولا يكتمون الله حديثا : سئل
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عن هذه الآية، وعن قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23والله ربنا ما كنا مشركين ، [فقال: لما رأوا أنه لا يدخل الجنة إلا أهل الإسلام؟ قالوا: والله ربنا ما كنا مشركين]; فختم الله على أفواههم، وتكلمت أيديهم وأرجلهم; فلا يكتمون الله حديثا.
[ ص: 268 ] nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة : الآخرة مواطن، يكون هذا في بعضها، وهذا في بعضها، وقيل: هو داخل في التمني حين نطقت جوارحهم، روي معناه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
وقيل : هو مستأنف، والمعنى: لا يكتمون الله حديثا وإن لم ينطقوا بحديثهم; لعلمه به; فلم يعتد بكتمانهم.
وقيل: إنهم - في قولهم : والله ربنا ما كنا مشركين- صادقون عند أنفسهم; فقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42ولا يكتمون الله حديثا ، على هذا مستأنف أيضا.
ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=24انظر كيف كذبوا على أنفسهم ، على هذا: انظر كيف أوجبوا العذاب على أنفسهم بمثل حال الكاذب في الإقرار، وإنما تمنوا لو تسوى بهم الأرض حين رأوا البهائم تصير ترابا، وعلموا أنهم مخلدون في النار.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43وأنتم سكارى : (السكر) : مأخوذ من السكر; وهو سد مجرى الماء; فـ (السكر) : انسداد طرق التمييز.
و (الغائط) : المطمئن من الأرض، كني به عن الحدث; لأنهم كانوا يخرجون إليه; لذلك يقال: غائط، وغيطان، وغوط.
[ ص: 269 ] وأصل (الصعيد) : ما يصعد على الأرض من ترابها، وقد تقدم القول فيه.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=44ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة يعني: قوما من أهل الكتاب، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=44ويريدون أن تضلوا السبيل : أن تضلوا طريق الحق.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=45والله أعلم بأعدائكم أي: فهو يكفيكموهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=45وكفى بالله وليا : دخول الباء على معنى: اكتفوا بالله وليا.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=45وكفى بالله نصيرا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46من الذين هادوا قيل: إن (من) متعلقة بما قبلها; فلا يوقف على قوله : "نصيرا".
وقيل : هو متصل بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=44أوتوا نصيبا من الكتاب .
وقيل: التقدير : من الذين هادوا قوم يحرفون الكلم; فيحسن على هذا
الوجه الوقف على ما قبله، والابتداء به، وهذا مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه. nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : المحذوف (من) ، المعنى: (من الذين هادوا من يحرفون) ، وأنكره
[ ص: 270 ] nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد، nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج; لأن حذف الموصول كحذف بعض الكلمة.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46واسمع غير مسمع : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم: اسمع لا سمعت.
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد : المعنى: غير مقبول منك، وتقدم القول في"راعنا" .
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46ليا بألسنتهم أي : يلوون ألسنتهم عن الحق ليا، وأصل (اللي) : الفتل.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46لكان خيرا لهم وأقوم أي: أصوب في الرأي.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46فلا يؤمنون إلا قليلا أي: إلا إيمانا قليلا، لا يستحقون به اسم الإيمان.
وقيل : معناه: لا يؤمنون إلا قليلا منهم، وهذا بعيد; لأنه قد أخبر عنهم
أنه لعنهم بكفرهم.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=47من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة: أي: نمحو آثارها حتى تصير كالأقفاء، ونجعل عيونها في أقفائها; فتمشي القهقرى.
[ ص: 271 ] nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ، وغيرهما: هو تمثيل، والمعنى: نطمسها عن الهدى; فنردها في ضلالتها.
وقيل : معناه: نصيرها منابت للشعر; كوجوه القردة.
وقيل : معناه : نطمس وجوههم التي هم فيها، ونردهم إلى الشام. و (الطمس) في اللغة: عفو الأثر.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=47أو نلعنهم أي: أصحاب الوجوه
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=47كما لعنا أصحاب السبت : بمسخهم قردة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن، وقتادة.
وقيل: هو خروج من الخطاب إلى الغيبة.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=47وكان أمر الله مفعولا أي: كائنا موجودا، ويراد بـ (الأمر) : المأمور، فهو مصدر وقع موقع المفعول، والمعنى: أنه متى أراده أوجده.
وقيل : معناه: أن كل أمر أخبر بكونه فهو كائن على ما أخبر به.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=49ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم يعني:
اليهود والنصارى، حين قالوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=18نحن أبناء الله وأحباؤه ، وقالوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=111لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة، وغيرهما .
وروي: أنهم قدموا الغلمان يصلون بهم، وقالوا: لا ذنوب عليهم، فنزلت الآية .
وقيل : قالوا: إن من توفي من آبائهم قربة لهم عند الله.
[ ص: 272 ] nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : كان بعضهم يزكي بعضا; لينال حالا من أحوال الدنيا.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=49ولا يظلمون فتيلا : (الفتيل) : الذي يكون في شق النواة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة، وغيرهما، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس نحوه، وعنه أيضا: ما فتلته بين أصابعك من الوسخ، وهو (فعيل) بمعنى: (مفعول) ، والمعنى: مقدار فتيل.
ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=50يفترون على الله الكذب : يختلقونه; يعني: تزكيتهم لأنفسهم، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج، وروي: أنهم قالوا: ليس لنا ذنوب إلا كذنوب أبنائنا يوم يولدون.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=50وكفى به إثما مبينا : تعظيما لذمه، والعرب تستعمل مثل ذلك في المدح والذم.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=51يؤمنون بالجبت والطاغوت : قال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه : (الجبت) : السحر، "والطاغوت": الشيطان.
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : (الجبت) الشيطان، "والطاغوت" : الكاهن.
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : الجبت والطاغوت ههنا:
كعب بن الأشرف، وحيي بن أخطب.
وقيل: هما كل معبود من دون الله ، أو مطاع في معصية الله.
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس: (الطاغوت) : ما عبد من دون الله، قال: وسمعت من يقول: إن (الجبت) : هو الشيطان.
[ ص: 273 ] قطرب : أصل (الجبت) : الجبس ، وهو من الرجال : الذي لا خير فيه ولا عنده ، فأبدلت التاء من السين.
والقائلون للذين كفروا:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=51هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا هم
اليهود، قالوه لكفار
قريش، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وغيره.
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=52فلن تجد له نصيرا يعني: من أهل الحق، وقيل: لن تجد له نصيرا من عذاب الله.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=53أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا : "أم" : منقطعة، والمعنى : (بل ألهم نصيب ؟) ، وقيل : هي عاطفة على محذوف، [والمعنى: أهم بالنبوة أولى أم من أرسلنا ؟ أم لهم نصيب من الملك ؟]، والمعنى: ليس لهم حظ من الملك، ولو كان لهم منه حظ لم يعطوا الناس منه نقيرا; لبخلهم.
و (النقير) : النقطة في ظهر النواة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة، وغيرهما.
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : هو الحبة التي في بطن النواة.
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا: (النقير) : ما نقر الرجل بإصبعه، كما ينقر الأرض.
التَّفْسِيرُ:
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=41فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ الْآيَةَ.
الْمَعْنَى: فَكَيْفَ يَكُونُ حَالُهُمْ حِينَئِذٍ؟ وَشَهَادَةُ الرُّسُلِ عَلَى الْأُمَمِ بِالتَّبْلِيغِ، وَقِيلَ: بِأَعْمَالِهِمْ، وَفِي الْكَلَامِ مَعْنَى التَّوْبِيخِ.
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ : [أَيْ: لَوِ انْفَتَحَتْ لَهُمُ الْأَرْضُ، فَسَاخُوا فِيهَا.
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ : الْمَعْنَى: تُسَوَّى عَلَيْهِمْ]، فَـ (الْبَاءُ) عِنْدَهُ بِمَعْنَى (عَلَى) ، وَقِيلَ:
الْمَعْنَى : يَوَدُّونَ لَوْ كَانُوا تُرَابًا.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا : سُئِلَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ، وَعَنْ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ، [فَقَالَ: لَمَّا رَأَوْا أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا أَهْلُ الْإِسْلَامِ؟ قَالُوا: وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ]; فَخَتَمَ اللَّهُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ، وَتَكَلَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ; فَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا.
[ ص: 268 ] nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ : الْآخِرَةُ مُوَاطِنٌ، يَكُونُ هَذَا فِي بَعْضِهَا، وَهَذَا فِي بَعْضِهَا، وَقِيلَ: هُوَ دَاخِلٌ فِي التَّمَنِّي حِينَ نَطَقَتْ جَوَارِحُهُمْ، رُوِيَ مَعْنَاهُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ .
وَقِيلَ : هُوَ مُسْتَأْنَفٌ، وَالْمَعْنَى: لَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا وَإِنْ لَمْ يَنْطِقُوا بِحَدِيثِهِمْ; لِعِلْمِهِ بِهِ; فَلَمْ يُعْتَدَّ بِكِتْمَانِهِمْ.
وَقِيلَ: إِنَّهُمْ - فِي قَوْلِهِمْ : وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ- صَادِقُونَ عِنْدَ أَنْفُسِهِمْ; فَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا ، عَلَى هَذَا مُسْتَأْنَفٌ أَيْضًا.
وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=24انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ ، عَلَى هَذَا: انْظُرْ كَيْفَ أَوْجَبُوا الْعَذَابَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِمِثْلِ حَالِ الْكَاذِبِ فِي الْإِقْرَارِ، وَإِنَّمَا تَمَنَّوْا لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ حِينَ رَأَوُا الْبَهَائِمَ تَصِيرُ تُرَابًا، وَعَلِمُوا أَنَّهُمْ مُخَلَّدُونَ فِي النَّارِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43وَأَنْتُمْ سُكَارَى : (السُّكْرُ) : مَأْخُوذٌ مِنَ السَّكْرِ; وَهُوَ سَدُّ مَجْرَى الْمَاءِ; فَـ (السُّكْرُ) : انْسِدَادُ طُرُقِ التَّمْيِيزِ.
وَ (الْغَائِطِ) : الْمُطْمَئِنُّ مِنَ الْأَرْضِ، كُنِّيَ بِهِ عَنِ الْحَدَثِ; لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَخْرُجُونَ إِلَيْهِ; لِذَلِكَ يُقَالُ: غَائِطُ، وَغِيطَانُ، وَغُوطٌ.
[ ص: 269 ] وَأَصْلُ (الصَّعِيدِ) : مَا يَصْعَدُ عَلَى الْأَرْضِ مِنْ تُرَابِهَا، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِيهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=44أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ يَعْنِي: قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=44وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ : أَنْ تَضِلُّوا طَرِيقَ الْحَقِّ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=45وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ أَيْ: فَهُوَ يَكْفِيكُمُوهُمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=45وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا : دُخُولُ الْبَاءِ عَلَى مَعْنَى: اكْتَفُوا بِاللَّهِ وَلِيًّا.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=45وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46مِنَ الَّذِينَ هَادُوا قِيلَ: إِنَّ (مِنَ) مُتَعَلِّقَةٌ بِمَا قَبِلَهَا; فَلَا يُوقَفُ عَلَى قَوْلِهِ : "نَصِيرًا".
وَقِيلَ : هُوَ مُتَّصِلٌ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=44أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ .
وَقِيلَ: التَّقْدِيرُ : مِنَ الَّذِينَ هَادُوا قَوْمٌ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ; فَيَحْسُنُ عَلَى هَذَا
الْوَجْهِ الْوَقْفُ عَلَى مَا قَبْلُهُ، وَالِابْتِدَاءُ بِهِ، وَهَذَا مَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ. nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ : الْمَحْذُوفُ (مَنْ) ، الْمَعْنَى: (مِنَ الَّذِينَ هَادُوا مَنْ يُحَرِّفُونَ) ، وَأَنْكَرَهُ
[ ص: 270 ] nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرَّدُ، nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجُ; لِأَنَّ حَذْفَ الْمَوْصُولِ كَحَذْفِ بَعْضِ الْكَلِمَةِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : كَانُوا يَقُولُونَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْمَعْ لَا سَمِعْتَ.
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ : الْمَعْنَى: غَيْرُ مَقْبُولٍ مِنْكَ، وَتَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي"رَاعِنَا" .
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ أَيْ : يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ عَنِ الْحَقِّ لَيًّا، وَأَصْلُ (اللَّيِّ) : الْفَتْلُ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ أَيْ: أَصْوَبُ فِي الرَّأْيِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا أَيْ: إِلَّا إِيمَانًا قَلِيلًا، لَا يَسْتَحِقُّونَ بِهِ اسْمَ الْإِيمَانِ.
وَقِيلَ : مَعْنَاهُ: لَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ، وَهَذَا بَعِيدٌ; لِأَنَّهُ قَدْ أَخْبَرَ عَنْهُمْ
أَنَّهُ لَعَنَهُمْ بِكُفْرِهِمْ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=47مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ: أَيْ: نَمْحُو آثَارَهَا حَتَّى تَصِيرَ كَالْأَقْفَاءِ، وَنَجْعَلُ عُيُونَهَا فِي أَقْفَائِهَا; فَتَمْشِي الْقَهْقَرَى.
[ ص: 271 ] nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ ، وَغَيْرُهُمَا: هُوَ تَمْثِيلٌ، وَالْمَعْنَى: نَطْمِسُهَا عَنِ الْهُدَى; فَنَرُدُّهَا فِي ضَلَالَتِهَا.
وَقِيلَ : مَعْنَاهُ: نُصَيِّرُهَا مَنَابِتَ لِلشَّعْرِ; كَوُجُوهِ الْقِرَدَةِ.
وَقِيلَ : مَعْنَاهُ : نَطْمِسُ وُجُوهَهُمُ الَّتِي هُمْ فِيهَا، وَنَرُدُّهُمْ إِلَى الشَّامِ. وَ (الطَّمْسُ) فِي اللُّغَةِ: عَفْوُ الْأَثَرِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=47أَوْ نَلْعَنَهُمْ أَيْ: أَصْحَابُ الْوُجُوهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=47كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ : بِمَسْخِهِمْ قِرَدَةً، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ.
وَقِيلَ: هُوَ خُرُوجٌ مِنَ الْخِطَابِ إِلَى الْغَيْبَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=47وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا أَيْ: كَائِنًا مَوْجُودًا، وَيُرَادُ بِـ (الْأَمْرِ) : الْمَأْمُورُ، فَهُوَ مَصْدَرٌ وَقَعَ مَوْقِعَ الْمَفْعُولِ، وَالْمَعْنَى: أَنَّهُ مَتَى أَرَادَهُ أَوْجَدَهُ.
وَقِيلَ : مَعْنَاهُ: أَنَّ كُلَّ أَمْرٍ أَخْبَرَ بِكَوْنِهِ فَهُوَ كَائِنٌ عَلَى مَا أَخْبَرَ بِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=49أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ يَعْنِي:
الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، حِينَ قَالُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=18نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ، وَقَالُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=111لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةَ، وَغَيْرِهِمَا .
وَرُوِيَ: أَنَّهُمْ قَدَّمُوا الْغِلْمَانَ يُصَلُّونَ بِهِمْ، وَقَالُوا: لَا ذُنُوبَ عَلَيْهِمْ، فَنَزَلَتِ الْآيَةُ .
وَقِيلَ : قَالُوا: إِنَّ مَنْ تُوُفِّيَ مِنْ آبَائِهِمْ قُرْبَةٌ لَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ.
[ ص: 272 ] nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ : كَانَ بَعْضُهُمْ يُزَكِّي بَعْضًا; لِيَنَالَ حَالًا مِنْ أَحْوَالِ الدُّنْيَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=49وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلا : (الْفَتِيلُ) : الَّذِي يَكُونُ فِي شِقِّ النَّوَاةِ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةَ، وَغَيْرِهِمَا، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ نَحْوَهُ، وَعَنْهُ أَيْضًا: مَا فَتَلْتَهُ بَيْنَ أَصَابِعِكَ مِنَ الْوَسَخِ، وَهُوَ (فَعِيلٌ) بِمَعْنَى: (مَفْعُولٌ) ، وَالْمَعْنَى: مِقْدَارَ فَتِيلٍ.
وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=50يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ : يَخْتَلِقُونَهُ; يَعْنِي: تَزْكِيَتُهُمْ لِأَنْفُسِهِمْ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ، وَرُوِيَ: أَنَّهُمْ قَالُوا: لَيْسَ لَنَا ذُنُوبٌ إِلَّا كَذُنُوبِ أَبْنَائِنَا يَوْمَ يُولَدُونَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=50وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا : تَعْظِيمًا لِذَمِّهِ، وَالْعَرَبُ تَسْتَعْمِلُ مِثْلَ ذَلِكَ فِي الْمَدْحِ وَالذَّمِّ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=51يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : (الْجِبْتِ) : السِّحْرُ، "وَالطَّاغُوتُ": الشَّيْطَانُ.
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : (الْجِبْتُ) الشَّيْطَانُ، "وَالطَّاغُوتُ" : الْكَاهِنُ.
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ : الْجِبْتُ وَالطَّاغُوتُ هَهُنَا:
كَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ، وَحُيَيُّ بْنُ أَخْطُبَ.
وَقِيلَ: هُمَا كَلُّ مَعْبُودٍ مِنْ دُونِ اللَّهِ ، أَوْ مُطَاعٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ.
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: (الطَّاغُوتُ) : مَا عُبِدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ، قَالَ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ: إِنَّ (الْجِبْتَ) : هُوَ الشَّيْطَانُ.
[ ص: 273 ] قُطْرُبٌ : أَصْلُ (الْجِبْتِ) : الْجِبْسُ ، وَهُوَ مِنَ الرِّجَالِ : الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ وَلَا عِنْدَهُ ، فَأُبْدِلَتِ التَّاءُ مِنَ السِّينِ.
وَالْقَائِلُونَ لِلَّذِينِ كَفَرُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=51هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلا هُمُ
الْيَهُودُ، قَالُوهُ لِكُفَّارِ
قُرَيْشٍ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَغَيْرِهِ.
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=52فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا يَعْنِي: مِنْ أَهْلِ الْحَقِّ، وَقِيلَ: لَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=53أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا : "أَمْ" : مُنْقَطِعَةٌ، وَالْمَعْنَى : (بَلْ أَلَهُمْ نَصِيبٌ ؟) ، وَقِيلَ : هِيَ عَاطِفَةٌ عَلَى مَحْذُوفٍ، [وَالْمَعْنَى: أَهُمْ بِالنُّبُوَّةِ أَوْلَى أَمْ مَنْ أَرْسَلْنَا ؟ أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ ؟]، وَالْمَعْنَى: لَيْسَ لَهُمْ حَظٌّ مِنَ الْمُلْكِ، وَلَوْ كَانَ لَهُمْ مِنْهُ حَظٌّ لَمْ يُعْطُوا النَّاسَ مِنْهُ نَقِيرًا; لِبُخْلِهِمْ.
وَ (النَّقِيرُ) : النُّقْطَةُ فِي ظَهْرِ النَّوَاةِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةَ، وَغَيْرِهِمَا.
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : هُوَ الْحَبَّةُ الَّتِي فِي بَطْنِ النَّوَاةِ.
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا: (النَّقِيرُ) : مَا نَقَرَ الرَّجُلُ بِإِصْبَعِهِ، كَمَا يَنْقُرُ الْأَرْضَ.