الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب:

                                                                                                                                                                                                                                      من قرأ: (حصرت صدورهم) ; جاز أن يكون حالا من المضمر المرفوع في (جاءوكم) على إضمار (قد) ، وجاز أن يكون دعاء، وقد أنكره بعضهم، وقال: لا يصح الدعاء عليهم بألا يقاتلوا قومهم; لأنهم كفار، وقومهم كفار، وهو عند الزجاج : خبر بعد خبر، وقيل : هو على تقدير : (أو جاؤوكم [ ص: 338 ] قوما حصرت صدورهم) ، وقيل: إن موضع (حصرت) جر على النعت لـ (قوم) من قوله : (يصلون إلى قوم) .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: (حصرة) ; فهو اسم، وهو حال من المضمر المرفوع في (جاءوكم) ، ولو جر على النعت لـ (قوم) ; لجاز.

                                                                                                                                                                                                                                      وتقدم القول في (السلم) و (السلم) و (السلم) : لغة في الصلح، و (السلام) بالألف : يجوز أن يكون بمعنى: المسالمة، والاعتزال، ويجوز في قوله: ( ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم ) أن يكون بمعنى: التحية.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: (لست مومنا) بفتح الميم; فعلى أنه من الأمن، وإذا أجير; فهو مؤمن.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: (فتثبتوا) ، أو (فتبينوا) متقاربان.

                                                                                                                                                                                                                                      (غير أولي الضرر) : من نصب; فعلى أنه استثناء من (القاعدين) ، أو من [ ص: 339 ] (المؤمنين) ، أو حال من (القاعدين) ، ومن رفع; فعلى النعت لـ (القاعدين) ; لأنهم لم يقصد بهم قوم بأعيانهم، فصاروا كالنكرة، فجاز وصفهم بـ (غير) ، وجازت الحال منهم; لأن لفظهم لفظ المعرفة، ومن قرأ بجر (غير) ; فعلى النعت لـ (المؤمنين) ، أو البدل منهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: (على القاعدين درجة) : انتصاب (درجة) على المصدر، والعامل فيها (فضل) .

                                                                                                                                                                                                                                      (على القاعدين أجرا عظيما) : انتصاب (أجرا) على المصدر، ودل (فضل) على (أجرهم) ، ولا ينتصب بـ (فضل) ; لأنه قد استوفى مفعوليه; وهما قوله: (المجاهدين على القاعدين) .

                                                                                                                                                                                                                                      (درجات منه) : منصوب على تقدير الظرف; أي: فضلهم بدرجات، أو على البدل من (أجر) ، وهو مفسر له، ويقدر حذف المضاف، كأنه قال: (أجر درجات) ; أي: أجر رتب ومنازل، أو يكون توكيدا لقوله: (أجرا عظيما) ; لأن الأجر العظيم هو رفع الدرجات، والمغفرة والرحمة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: (ومغفرة ورحمة) : يجوز أن يكون [نصبا بإضمار فعل; أي: [ ص: 340 ] جازاهم]، لما قال: (وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما) ; دل على جزائهم، فانتصب (مغفرة) على ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      ويجوز أن يحمل على معنى المصدر، كأنه قال: غفر لهم مغفرة، ورحمهم رحمة، ولو رفعت (درجات) وما عطف عليها على إضمار مبتدأ; لجاز.

                                                                                                                                                                                                                                      ( إن الذين توفاهم الملائكة) : يجوز أن يكون (توفاهم) ماضيا، ويجوز أن يكون مستقبلا، أصله: (تتوفاهم) .

                                                                                                                                                                                                                                      (إلا المستضعفين) : استثناء من ( إن الذين توفاهم) .

                                                                                                                                                                                                                                      (أن تقصروا من الصلاة) موضع (أن) : نصب على تقدير: (في أن تقصروا) .

                                                                                                                                                                                                                                      و (تقصروا) ، و (تقصروا) ، و ( تقصروا) لغات بمعنى.

                                                                                                                                                                                                                                      (كانوا لكم عدوا مبينا) : (عدوا) بمعنى: أعداء، وحسن وصفه; لأن الصفة قد تأتي في مواضع لو لم تأت فيها; لاستغني عنها; كقولهم: (أمس الدابر) ، وشبهه، فكأنها كالحال التي تأتي مؤكدة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية