التفسير:
قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=122ومن أصدق من الله قيلا أي: لا أحد أصدق منه قيلا.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب الآية .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي ،
nindex.php?page=showalam&ids=17073ومسروق: تفاخر المؤمنون وأهل الكتاب; فقال أهل الكتاب: نبينا قبل نبيكم، وكتابنا قبل كتابكم، ونحن أحق بالله منكم، وقال المؤمنون: نبينا خاتم النبيين، وكتابنا يقضي على سائر الكتب; فنزلت الآية.
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327وابن زيد : عني بذلك أهل الكتاب، وأهل الشرك من عبدة الأوثان; قالوا: لن نبعث، ولن نعذب، وقالت
اليهود والنصارى: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=111لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى ; فأنزل الله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123ليس بأمانيكم ; يعني: أهل الشرك،
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123ولا أماني أهل الكتاب ; يعني:
اليهود والنصارى، والمعنى: ليس الكائن من أموركم ما تتمنونه، بل
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123من يعمل سوءا يجز به .
وقيل: المعنى: ليس ثواب الله بأمانيكم; إذ قد تقدم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=122والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات ; فاسم (ليس) في جميع هذه الأقوال مضمر فيها، والوقف على (أهل الكتاب) تام.
[ ص: 355 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123من يعمل سوءا يجز به على القول الأول معناه: أن
nindex.php?page=treesubj&link=19579_34308المسلم يجزى بمصائب الدنيا; فيكون له كفارة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب، nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن، nindex.php?page=showalam&ids=16327وابن زيد : أنه في الكفار خاصة.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=125واتخذ الله إبراهيم خليلا : قيل
لإبراهيم: خليل الله; على معنى: المحتاج إلى الله، كأنه الذي به الاختلال.
وقيل : معناه: الحب المنقطع إلى الله ، الذي ليس في محبته وانقطاعه اختلال.
وقيل: معناه: أنه يوالي في الله، ويعادي فيه، وخلة الله ـ تعالى ـ
لإبراهيم :
نصرته إياه.
وقيل: سمي بذلك; لأنه مضى إلى خليل له
بمصر، وقيل:
بالموصل; ليمتار من عنده طعاما، فلم يجد حاجته، فملأ غرائره رملا، وراح به إلى أهله، فحطه ونام، ففتحه أهله، فوجدوه طعاما، فصنعوا له منه ، فلما قدموه إليه; قال: من أين لكم هذا؟ قالوا: من الذي جئت به من عند خليلك، فقال: نعم،
[ ص: 356 ] هو من عند خليلي; فسمي خليل الله بذلك.
والخلة بين الآدميين: الصداقة، مشتقة من تخلل الأسرار بين المتخالين، وقيل : هي من الخلة; فكل واحد من الخليلين يسد خلة صاحبه.
وقوله عقيب هذا:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=126ولله ما في السماوات وما في الأرض معناه: أنه إنما اتخذ
إبراهيم خليلا; لحسن طاعته، لا لحاجته إلى مخالته; لأن له ما في السماوات وما في الأرض.
وقيل: هو متعلق بما قبله من الدعاء إلى الله عز وجل، ثم بين أن من له
ما في السماوات وما في الأرض ينبغي أن يرغب في فضله.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=127ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب : قيل: إن (ما) معطوفة على اسم الله عز وجل، والمعنى: (والقرآن يفتيكم فيهن) ; وهو قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=3فانكحوا ما طاب لكم من النساء في أول السورة ، ويجوز أن تكون (ما) رفعا بالابتداء على هذا التأويل أيضا.
[ ص: 357 ] وأجاز الفراء أن تكون جرا على العطف على الضمير في (فيهن) ; أي: يفتيكم فيهن وفيما يتلى عليكم، وهو قبيح; لأنه عطف ظاهر على مضمر، وتقدم ما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ـ رضي الله عنها ـ في معنى الآية.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=127وترغبون أن تنكحوهن أي: في أن تنكحوهن; لمالهن وجمالهن، عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها،
nindex.php?page=showalam&ids=16536وعبيدة السلماني، وقيل : المعنى: ترغبون عن أن تنكحوهن; لفقرهن أو قبحهن، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن، وروي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أيضا.
وقوله: (والمستضعفين) أي: في يتامى النساء، وفي المستضعفين من الولدان; لأنهم كانوا لا يورثون النساء والصبيان، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وغيره، فأفتاهم في ذلك بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=11يوصيكم الله في أولادكم الآيات .
التَّفْسِيرُ:
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=122وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلا أَيْ: لَا أَحَدَ أَصْدَقُ مِنْهُ قِيلًا.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ الْآيَةَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ، nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيّ ُ،
nindex.php?page=showalam&ids=17073وَمَسْرُوقٌ: تَفَاخَرَ الْمُؤْمِنُونَ وَأَهْلُ الْكِتَابِ; فَقَالَ أَهْلُ الْكِتَابِ: نَبِيُّنَا قَبْلَ نَبِيِّكُمْ، وَكِتَابُنَا قَبْلَ كِتَابِكُمْ، وَنَحْنُ أَحَقُّ بِاللَّهِ مِنْكُمْ، وَقَالَ الْمُؤْمِنُونَ: نَبِيُّنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَكِتَابُنَا يَقْضِي عَلَى سَائِرِ الْكُتُبِ; فَنَزَلَتِ الْآيَةُ.
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327وَابْنُ زَيْدٍ : عُنِيَ بِذَلِكَ أَهْلُ الْكِتَابِ، وَأَهْلُ الشِّرْكِ مِنْ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ; قَالُوا: لَنْ نُبْعَثَ، وَلَنْ نُعَذَّبَ، وَقَالَتِ
الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=111لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى ; فَأَنْزَلَ اللَّهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ ; يَعْنِي: أَهْلُ الشِّرْكِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ; يَعْنِي:
الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، وَالْمَعْنَى: لَيْسَ الْكَائِنُ مِنْ أُمُورِكُمْ مَا تَتَمَنَّوْنَهُ، بَلْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ .
وَقِيلَ: الْمَعْنَى: لَيْسَ ثَوَابُ اللَّهِ بِأَمَانِيِّكُمْ; إِذْ قَدْ تَقَدَّمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=122وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ ; فَاسْمُ (لَيْسَ) فِي جَمِيعِ هَذِهِ الْأَقْوَالِ مُضْمَرٌ فِيهَا، وَالْوَقْفُ عَلَى (أَهْلِ الْكِتَابِ) تَامٌّ.
[ ص: 355 ] وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ عَلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ مَعْنَاهُ: أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=19579_34308الْمُسْلِمَ يُجْزَى بِمَصَائِبِ الدُّنْيَا; فَيَكُونُ لَهُ كَفَّارَةٌ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، nindex.php?page=showalam&ids=25وَعَائِشَةُ، nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ ، وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ، nindex.php?page=showalam&ids=16327وَابْنِ زَيْدٍ : أَنَّهُ فِي الْكُفَّارِ خَاصَّةً.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=125وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا : قِيلَ
لِإِبْرَاهِيمَ: خَلِيلُ اللَّهِ; عَلَى مَعْنَى: الْمُحْتَاجُ إِلَى اللَّهِ، كَأَنَّهُ الَّذِي بِهِ الِاخْتِلَالُ.
وَقِيلَ : مَعْنَاهُ: الْحُبُّ الْمُنْقَطِعُ إِلَى اللَّهِ ، الَّذِي لَيْسَ فِي مَحَبَّتِهِ وَانْقِطَاعِهِ اخْتِلَالٌ.
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: أَنَّهُ يُوَالِي فِي اللَّهِ، وَيُعَادِي فِيهِ، وَخُلَّةُ اللَّهِ ـ تَعَالَى ـ
لِإِبْرَاهِيمَ :
نُصْرَتُهُ إِيَّاهُ.
وَقِيلَ: سُمِّيَ بِذَلِكَ; لِأَنَّهُ مَضَى إِلَى خَلِيلٍ لَهُ
بِمِصْرَ، وَقِيلَ:
بِالْمَوْصِلِ; لِيَمْتَارَ مِنْ عِنْدِهِ طَعَامًا، فَلَمْ يَجِدْ حَاجَتَهُ، فَمَلَأَ غَرَائِرَهُ رَمْلًا، وَرَاحَ بِهِ إِلَى أَهْلِهِ، فَحَطَّهُ وَنَامَ، فَفَتَحَهُ أَهْلُهُ، فَوَجَدُوهُ طَعَامًا، فَصَنَعُوا لَهُ مِنْهُ ، فَلَمَّا قَدَّمُوهُ إِلَيْهِ; قَالَ: مِنْ أَيْنَ لَكُمْ هَذَا؟ قَالُوا: مِنَ الَّذِي جِئْتَ بِهِ مِنْ عِنْدِ خَلِيلِكَ، فَقَالَ: نَعَمْ،
[ ص: 356 ] هُوَ مِنْ عِنْدِ خَلِيلِيِّ; فَسُمِّيَ خَلِيلَ اللَّهِ بِذَلِكَ.
وَالْخُلَّةُ بَيْنَ الْآدَمِيِّينَ: الصَّدَاقَةُ، مُشْتَقَّةٌ مِنْ تَخَلُّلِ الْأَسْرَارِ بَيْنَ الْمُتَخَالِّينَ، وَقِيلَ : هِيَ مِنَ الْخَلَّةِ; فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْخَلِيلَيْنِ يَسُدُّ خَلَّةَ صَاحِبِهِ.
وَقَوْلُهُ عَقِيبَ هَذَا:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=126وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَعْنَاهُ: أَنَّهُ إِنَّمَا اتَّخَذَ
إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا; لِحُسْنِ طَاعَتِهِ، لَا لِحَاجَتِهِ إِلَى مُخَالَّتِهِ; لِأَنَّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ.
وَقِيلَ: هُوَ مُتَعَلِّقٌ بِمَا قَبِلَهُ مِنَ الدُّعَاءِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ بَيَّنَ أَنَّ مَنْ لَهُ
مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَنْبَغِي أَنْ يُرْغَبَ فِي فَضْلِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=127وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ : قِيلَ: إِنَّ (مَا) مَعْطُوفَةٌ عَلَى اسْمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالْمَعْنَى: (وَالْقُرْآنُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ) ; وَهُوَ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=3فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ فِي أَوَّلِ السُّورَةِ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ (مَا) رَفْعًا بِالِابْتِدَاءِ عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ أَيْضًا.
[ ص: 357 ] وَأَجَازَ الْفَرَّاءُ أَنْ تَكُونَ جَرًا عَلَى الْعَطْفِ عَلَى الضَّمِيرِ فِي (فِيهِنَّ) ; أَيْ: يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَفِيمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ، وَهُوَ قَبِيحٌ; لِأَنَّهُ عَطْفٌ ظَاهِرٌ عَلَى مُضْمَرٍ، وَتَقَدَّمَ مَا رُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ـ فِي مَعْنَى الْآيَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=127وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ أَيْ: فِي أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ; لِمَالِهِنَّ وَجِمَالِهِنَّ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا،
nindex.php?page=showalam&ids=16536وَعَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى: تَرْغَبُونَ عَنْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ; لِفَقْرِهِنَّ أَوْ قُبْحِهِنَّ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ، وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ أَيْضًا.
وَقَوْلُهُ: (وَالْمُسْتَضْعَفِينَ) أَيْ: فِي يَتَامَى النِّسَاءِ، وَفِي الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ; لِأَنَّهُمْ كَانُوا لَا يُوَرِّثُونَ النِّسَاءَ وَالصِّبْيَانَ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ، فَأَفْتَاهُمْ فِي ذَلِكَ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=11يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ الْآيَاتِ .