الإعراب
: فتح القاف وكسرها من (تنقمون) ; لغتان.
(إلا أن آمنا بالله): (أن): نصب بـ(تنقمون)، وأن أكثركم فاسقون : عطف عليها.
قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله : يجوز أن يكون موضع (من) جرا على البدل من (شر) ; والتقدير: هل أنبئكم بمن لعنه الله ؟ ويجوز أن يكون نصبا على تقدير: أنبئكم من لعنه الله ؟ أو رفعا على إضمار (هو) .
(وعبد الطاغوت): من لم يجعله فعلا ; جاز أن يرفعه، وأن ينصبه، وأن [ ص: 492 ] يجره; فالرفع على إضمار (هم)، والنصب على العطف على ما قبله، أو بإضمار (أعني)، والجر على البدل من (من)، كأنه قال: أنبئكم بمن لعنه الله وعبد الطاغوت.
ومن قرأ: (وعبد الطاغوت) ; فهو مثل: (رجل يقظ، وحذر)، وهو بناء يراد به المبالغة; المعنى: أنه قد ذهب في عبادة الطاغوت كل مذهب، وبنوا من (عبد): (عبدا) ; لأن (عبدا) في الأصل: صفة، وإن كان قد استعمل استعمال الأسماء.
ومن قرأ: (وعبد الطاغوت); جعله فعلا ماضيا، معطوفا على الماضي الذي في الصلة; وهو (لعنه الله)، وأفرد الضمير في (عبد); حملا على لفظ (من) دون معناها.
ومن قرأ: (وعبد الطاغوت) ; جاز أن يكون جمع (عبد)، وجاز أن يكون جمع (عبيد) ; كـ (رغيف ورغف)، وجاز أن يكون جمع (عابد) ; كـ (بازل وبزل)، والمعنى: وخدم الطاغوت.
ومن قرأ: (وعبد الطاغوت) ; فهو جمع (عابد)، وكذلك: (وعباد [ ص: 493 ] الطاغوت)، فهما كضارب، وضرب، وضراب.
ومن قرأ: (وعباد الطاغوت) ; فهو جمع (عابد) أيضا; كـ (قائم وقيام)، ويجوز أن يكون جمع (عبد) .
ومن قرأ: (وعبد الطاغوت) ; فهو فعل مبني للمفعول; والتقدير: وعبد الطاغوت فيهم.
ومن قرأ: (وعبدوا الطاغوت) ; فهو فعل، والجمع على معنى (من) دون لفظها.
ومن قرأ: (وعبد الطاغوت) ; فهو مفرد ; مثل: (حطم)، و (لبد) .
(فما بلغت رسالاته): الجمع لاختلاف أنواع الرسالات، والإفراد لأنه مصدر يدل على الكثرة .
(والصابئون): رفعه في قول الخليل على الابتداء، وهو محمول على التأخير، والتقدير: إن الذين آمنوا والذين هادوا، من آمن بالله واليوم الآخر، وعمل [ ص: 494 ] صالحا; فلا خوف عليهم، ولا هم يحزنون، والصابئون والنصارى كذلك. وسيبويه
الكسائي، هو معطوف على المضمر في (هادوا) . والأخفش:
وقيل: لما لم يظهر الإعراب في (الذين) ; بقي (الصابئون) مرفوعا على أصله، وهذا مذهب الفراء.
وقيل: إن (إن) بمعنى: (نعم)، و (الصابئون): مرتفع بالابتداء.
وقيل: حذف خبر (إن)، لدلالة الثاني عليه، فالعطف يكون على هذا التقدير بعد تمام الكلام، وانقضاء الاسم والخبر.
وحسبوا ألا تكون فتنة : من رفع (تكون); فعلى أن (أن) مخففة من الثقيلة، ودخول (لا) عوض من التخفيف، وحذف الضمير; لأنهم [ ص: 495 ] كرهوا أن يليها الفعل، وليس من حكمها أن تدخل عليه; ففصلوا بينهما بـ(لا)، ومن نصب; جعلها الناصبة للفعل.
فعموا وصموا : من بناهما للمفعول; فهو مثل: (حم زيد، وأحمه الله)، ولا يقال: (عماه الله)، ولا: (صمه الله)، كما لا يقال: (حمه الله) .
وقوله: كثير منهم : ارتفع (كثير) على البدل من المضمر; أي: عمي وصم كثير منهم، ويحتمل أن يكون خبر مبتدأ محذوف; التقدير: ذوو العمى والصمم كثير منهم، ويحتمل أن يكون فاعلا على لغة من قال: (أكلوني البراغيث)، ويجوز في الكلام نصبه على أنه نعت لمصدر محذوف.
وما من إله إلا إله واحد : (من): زائدة مؤكدة، وقوله: (إلا إله) بدل من موضع (من إله)، ويجوز في الكلام (إلا إلها) على الاستثناء، وأجاز (إلا إله); بالجر على اللفظ. الكسائي:
لبئس ما كانوا يفعلون : (ما): يجوز أن تكون نكرة في موضع نصب، وما بعدها نعت لها، التقدير: ليس شيئا كانوا يفعلونه، أو تكون في موضع رفع، وهي بمعنى (الذي) .
[ ص: 496 ]
أن سخط الله عليهم : رفع على إضمار مبتدأ، كقولك: (نعم الرجل زيد)، ويجوز أن يكون بدلا مما في (ليس)، على أن تكون(ما) نكرة; فيكون رفعا أيضا، ويجوز أن يكون نصبا على البدل من (ما)، على أن (ما) نكرة، أو على تقدير: لأن سخط الله عليهم.