الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب

                                                                                                                                                                                                                                      : فتح القاف وكسرها من (تنقمون) ; لغتان.

                                                                                                                                                                                                                                      (إلا أن آمنا بالله): (أن): نصب بـ(تنقمون)، وأن أكثركم فاسقون : عطف عليها.

                                                                                                                                                                                                                                      قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله : يجوز أن يكون موضع (من) جرا على البدل من (شر) ; والتقدير: هل أنبئكم بمن لعنه الله ؟ ويجوز أن يكون نصبا على تقدير: أنبئكم من لعنه الله ؟ أو رفعا على إضمار (هو) .

                                                                                                                                                                                                                                      (وعبد الطاغوت): من لم يجعله فعلا ; جاز أن يرفعه، وأن ينصبه، وأن [ ص: 492 ] يجره; فالرفع على إضمار (هم)، والنصب على العطف على ما قبله، أو بإضمار (أعني)، والجر على البدل من (من)، كأنه قال: أنبئكم بمن لعنه الله وعبد الطاغوت.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: (وعبد الطاغوت) ; فهو مثل: (رجل يقظ، وحذر)، وهو بناء يراد به المبالغة; المعنى: أنه قد ذهب في عبادة الطاغوت كل مذهب، وبنوا من (عبد): (عبدا) ; لأن (عبدا) في الأصل: صفة، وإن كان قد استعمل استعمال الأسماء.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: (وعبد الطاغوت); جعله فعلا ماضيا، معطوفا على الماضي الذي في الصلة; وهو (لعنه الله)، وأفرد الضمير في (عبد); حملا على لفظ (من) دون معناها.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: (وعبد الطاغوت) ; جاز أن يكون جمع (عبد)، وجاز أن يكون جمع (عبيد) ; كـ (رغيف ورغف)، وجاز أن يكون جمع (عابد) ; كـ (بازل وبزل)، والمعنى: وخدم الطاغوت.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: (وعبد الطاغوت) ; فهو جمع (عابد)، وكذلك: (وعباد [ ص: 493 ] الطاغوت)، فهما كضارب، وضرب، وضراب.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: (وعباد الطاغوت) ; فهو جمع (عابد) أيضا; كـ (قائم وقيام)، ويجوز أن يكون جمع (عبد) .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: (وعبد الطاغوت) ; فهو فعل مبني للمفعول; والتقدير: وعبد الطاغوت فيهم.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: (وعبدوا الطاغوت) ; فهو فعل، والجمع على معنى (من) دون لفظها.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: (وعبد الطاغوت) ; فهو مفرد ; مثل: (حطم)، و (لبد) .

                                                                                                                                                                                                                                      (فما بلغت رسالاته): الجمع لاختلاف أنواع الرسالات، والإفراد لأنه مصدر يدل على الكثرة .

                                                                                                                                                                                                                                      (والصابئون): رفعه في قول الخليل وسيبويه على الابتداء، وهو محمول على التأخير، والتقدير: إن الذين آمنوا والذين هادوا، من آمن بالله واليوم الآخر، وعمل [ ص: 494 ] صالحا; فلا خوف عليهم، ولا هم يحزنون، والصابئون والنصارى كذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      الكسائي، والأخفش: هو معطوف على المضمر في (هادوا) .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: لما لم يظهر الإعراب في (الذين) ; بقي (الصابئون) مرفوعا على أصله، وهذا مذهب الفراء.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: إن (إن) بمعنى: (نعم)، و (الصابئون): مرتفع بالابتداء.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: حذف خبر (إن)، لدلالة الثاني عليه، فالعطف يكون على هذا التقدير بعد تمام الكلام، وانقضاء الاسم والخبر.

                                                                                                                                                                                                                                      وحسبوا ألا تكون فتنة : من رفع (تكون); فعلى أن (أن) مخففة من الثقيلة، ودخول (لا) عوض من التخفيف، وحذف الضمير; لأنهم [ ص: 495 ] كرهوا أن يليها الفعل، وليس من حكمها أن تدخل عليه; ففصلوا بينهما بـ(لا)، ومن نصب; جعلها الناصبة للفعل.

                                                                                                                                                                                                                                      فعموا وصموا : من بناهما للمفعول; فهو مثل: (حم زيد، وأحمه الله)، ولا يقال: (عماه الله)، ولا: (صمه الله)، كما لا يقال: (حمه الله) .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: كثير منهم : ارتفع (كثير) على البدل من المضمر; أي: عمي وصم كثير منهم، ويحتمل أن يكون خبر مبتدأ محذوف; التقدير: ذوو العمى والصمم كثير منهم، ويحتمل أن يكون فاعلا على لغة من قال: (أكلوني البراغيث)، ويجوز في الكلام نصبه على أنه نعت لمصدر محذوف.

                                                                                                                                                                                                                                      وما من إله إلا إله واحد : (من): زائدة مؤكدة، وقوله: (إلا إله) بدل من موضع (من إله)، ويجوز في الكلام (إلا إلها) على الاستثناء، وأجاز الكسائي: (إلا إله); بالجر على اللفظ.

                                                                                                                                                                                                                                      لبئس ما كانوا يفعلون : (ما): يجوز أن تكون نكرة في موضع نصب، وما بعدها نعت لها، التقدير: ليس شيئا كانوا يفعلونه، أو تكون في موضع رفع، وهي بمعنى (الذي) .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 496 ]

                                                                                                                                                                                                                                      أن سخط الله عليهم : رفع على إضمار مبتدأ، كقولك: (نعم الرجل زيد)، ويجوز أن يكون بدلا مما في (ليس)، على أن تكون(ما) نكرة; فيكون رفعا أيضا، ويجوز أن يكون نصبا على البدل من (ما)، على أن (ما) نكرة، أو على تقدير: لأن سخط الله عليهم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية