ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت يعني: شدائده; يعني: عند الموت، وقيل: في جهنم، كما قال: ويأتيه الموت من كل مكان [إبراهيم:] 17.
والملائكة باسطو أيديهم ; أي: بالعذاب، عن الحسن، وقيل: لقبض أرواحهم. والضحاك،
[ ص: 626 ] أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون ; أي: يقولون: أخرجوا أنفسكم من العذاب، وقيل: هو بمنزلة قول القائل لمن يعذبه: (لأخرجن نفسك).
وجواب (لو) محذوف، و (الهون) و (الهوان): سواء.
ولقد جئتمونا فرادى ; أي: واحدا واحدا، كل واحد منكم منفرد عن أهله، وهو جمع (فريد).
كما خلقناكم أول مرة يعني: حفاة عراة غرلا، كما جاء في الخبر.
وتركتم ما خولناكم ; أي: ما ملكناكم.
لقد تقطع بينكم ; أي: تقطع ما كان بينكم في الدنيا، وروي: أنها نزلت في النضر بن الحارث.
إن الله فالق الحب والنوى : (الفلق): الشق، قال هو الشق الذي في الحبة والنواة. مجاهد:
الحسن، هو فلق الحبة عن السنبلة، والنواة عن النخلة. وقتادة:
معنى (فالق): خالق. ابن عباس:
وتقدم: يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي .
[ ص: 627 ] فأنى تؤفكون أي: من أين تقلبون عن الحق؟
فالق الإصباح (الإصباح): مصدر (أصبح); والمعنى: شاق الضياء عن الظلام.
وجعل الليل سكنا أي: يسكن فيه.
والشمس والقمر حسبانا : (الحسبان): جمع (حساب); كـ (شهاب وشهبان)، ويجوز أن يكون مصدر (حسبته)، والمعنى: والشمس والقمر ذوا حسبان; يعني: أنهما يجريان بحساب في منازلهما لا يغادرانه.
المعنى: يدوران بحساب الليل والنهار، والشهور، والسنين. الضحاك:
حسبان كحسبان الرحى، وعنه أيضا: يدوران في قطب كقطب الرحى. مجاهد:
وقوله: وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة : (الإنشاء): الابتداء على غير احتذاء، و ( النفس الواحدة): آدم عليه السلام.
فمستقر ومستودع : قال (فمستقر): في الأرض، (ومستودع): في الأصلاب، وعنه أيضا: (مستقر): في الأرض، و (مستودع): عند الله. ابن عباس:
عطاء وغيرهما: (مستقر): في الرحم، و (مستودع): في الطلب. ومجاهد
ابن مسعود، (مستقر): في الرحم، و (مستودع): في القبر. والنخعي:
(مستقر): في الدنيا، (ومستودع) في القبر]،وعنه أيضا: (مستقر): الحسن:
في القبر، و (مستودع): في الدنيا.
[ ص: 628 ] ومن فتح القاف من (فمستقر); فعلى معنى: لكم مستقر، ومن كسرها; فعلى معنى: فمنكم مستقر.
ومعنى فأخرجنا به نبات كل شيء أي: كل صنف من النبات، وقيل:
معناه: رزق كل شيء.
فأخرجنا منه خضرا : (خضرا) بمعنى: أخضر.
حبا متراكبا : بعضه فوق بعض.
و(القنوان): جمع (قنو); وهو العذق، بكسر العين; وهي الكباسة; وهي عنقود النخل)، و (العذق); بفتح العين: النخلة، وقيل: (القنوان): الجمار.
و دانية : قريبة المتناول، عن وغيره. ابن عباس
معناه: منها دانية ومنها بعيدة; فحذف. الزجاج:
وجنات من أعناب أي: وأخرجنا به جنات من أعناب.
[ ص: 629 ] والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه : قال ورقه مشتبه، وطعمه غير متشابه. قتادة:
وقيل: تشابه أوراقها: أن ورق كل واحدة منها يشتمل على الغصن من أوله إلى آخره.
وقيل: منه ما يشتبه في الطعم، ومنه ما لا يشتبه في الطعم.
انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه : (ينعه) نضجه وبلوغه، فهو مصدر، وقيل: هو جمع (يانع); كـ (تاجر وتجر).