[ ص: 692 ] القول في قوله تعالى: قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا إلى آخر السورة [الآيات: 150-167].
قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا فإن شهدوا فلا تشهد معهم ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا والذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربهم يعدلون قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل شيء وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون وهذا كتاب أنـزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون أن تقولوا إنما أنـزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين أو تقولوا لو أنا أنـزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي [ ص: 693 ] بعض آيات.ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم
[الأحكام والنسخ]:
قوله تعالى: ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده :
قال السدي، (التي هي أحسن): أن يتجر فيه، وقال والضحاك: يأكل منه إن افتقر، ولا يأكل منه إن استغنى، وقد تقدم القول في ذلك في النساء). ابن زيد:
و(الأشد): قيل: هو بلوغ الحلم، وقيل: بلوغ الحلم، وإيناس الرشد، وهو مذهب أهل المدينة، وعن ثلاثون سنة، وعنه أيضا: ثلاث وثلاثون [ ص: 694 ] سنة، وفي الكلام حذف; والمعنى: فإذا بلغ أشده، فادفعوا إليه ماله. السدي:
لا نكلف نفسا إلا وسعها أي: ليعط الحق جهده.
وإذا قلتم فاعدلوا أي: إذا توسطتم بين الناس، وقيل: يعني به: الشهادة.
إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء الآية: قال نزلت قبل أن يفرض القتال، ثم نسخت بالأمر به في (براءة)، وروي نحوه عن السدي: وقال غيرهما: هي محكمة، وهي إعلام من الله تعالى لنبيه عليه الصلاة السلام بأن من أمته من يحدث حدثا من بعده، وأنه بريء ممن فارق دينه من مبتدعي أمته، ومشركي قومه، واليهود والنصارى، وغيرهم من الكفار. ابن عباس،
وقوله: إنما أمرهم إلى الله على هذا التأويل معناه: إما أن يتوب عليهم قبل موتهم، فيميتهم مؤمنين، وإما أن يميتهم على ضلالتهم.
ثم أخبر بجزاء المحسن والمسيء; فقال: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها الآية.