3794 [ ص: 564 ] باب: مسح اللقمة إذا سقطت وأكلها

وهو في النووي في : ( الباب الذي مضى) .

حديث الباب

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 205 ، 206 ج 13 المطبعة المصرية

[عن جابر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: "إن الشيطان يحضر أحدكم، عند كل شيء من شأنه، حتى يحضره عند طعامه. فإذا سقطت من أحدكم اللقمة، فليمط ما كان بها من أذى، ثم ليأكلها، ولا يدعها للشيطان. فإذا فرغ، فليلعق أصابعه، فإنه لا يدري: في أي طعامه تكون البركة " ].

التالي السابق

الشرح

(الشَّرْحُ)

( عَنْ جَابِر) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ؛ ( قَالَ : سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ) وَآلِهِ ( وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : إِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ ؛ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَأْنِهِ ، حَتَّى يَحْضُرَهُ عِنْدَ طَعَامِهِ . فَإِذَا سَقَطَتْ مِنْ أَحَدِكُمُ اللُّقْمَةُ ؛ فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى ، ثُمَّ لِيَأْكُلْهَا ، وَلَا يَدْعْهَا لِلشَّيْطَانِ) .

فِيهِ : اسْتِحْبَابُ أَكْلِ اللُّقْمَةِ السَّاقِطَةِ ؛ بَعْدَ مَسْحِ أَذًى يُصِيبُهَا . قَالَ النَّوَوِيُّ : هَذَا إِذَا لَمْ تَقَعْ عَلَى مَوْضِعٍ نَجِسٍ. فَإِنْ وَقَعَتْ عَلَى مَوْضِعٍ [ ص: 565 ] نَجِسٍ ؛ تَنَجَّسَتْ . وَلَا بُدَّ مِنْ غَسْلِهَا إِذَا أَمْكَنَ . فَإِنْ تَعَذَّرَ ؛ أَطْعَمَهَا حَيَوَانًا ، وَلَا يَتْرُكْهَا لِلشَّيْطَانِ .

وَفِيهِ : إِثْبَاتُ الشَّيَاطِينِ ، وَأَنَّهُمْ يَأْكُلُونَ . انْتَهَى .

وَقَدْ أَنْكَرَ بَعْضُ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ : وُجُودَ الشَّيَاطِينِ وَالْجِنِّ . وَهَذَا مُنَابَذَةٌ لِلسُّنَّةِ الصَّحِيحَةِ الثَّابِتَةِ ، الْمُحْكَمَةِ الصَّرِيحَةِ : بِعَقْلٍ فَاسِدٍ، وَمَذْهَبٍ كَاسِدٍ ، تَبَعًا لِلدَّهْرِيَّةِ مِنَ الْفَلَاسِفَةِ .

( فَإِذَا فَرَغَ ؛ فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي : فِي أَيِّ طَعَامِهِ تَكُونُ الْبَرَكَةُ) .

فِيهِ : اسْتِحْصَالُ الْبَرَكَةِ ؛ بِلَعْقِ الْأَصَابِعِ .

(الشرح)

( عن جابر) رضي الله عنه ؛ ( قال : سمعت النبي صلى الله عليه) وآله ( وسلم ، يقول : إن الشيطان يحضر أحدكم ؛ عند كل شيء من شأنه ، حتى يحضره عند طعامه . فإذا سقطت من أحدكم اللقمة ؛ فليمط ما كان بها من أذى ، ثم ليأكلها ، ولا يدعها للشيطان) .

فيه : استحباب أكل اللقمة الساقطة ؛ بعد مسح أذى يصيبها . قال النووي : هذا إذا لم تقع على موضع نجس. فإن وقعت على موضع [ ص: 565 ] نجس ؛ تنجست . ولا بد من غسلها إذا أمكن . فإن تعذر ؛ أطعمها حيوانا ، ولا يتركها للشيطان .

وفيه : إثبات الشياطين ، وأنهم يأكلون . انتهى .

وقد أنكر بعض شياطين الإنس : وجود الشياطين والجن . وهذا منابذة للسنة الصحيحة الثابتة ، المحكمة الصريحة : بعقل فاسد، ومذهب كاسد ، تبعا للدهرية من الفلاسفة .

( فإذا فرغ ؛ فليلعق أصابعه ، فإنه لا يدري : في أي طعامه تكون البركة) .

فيه : استحصال البركة ؛ بلعق الأصابع .