الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3716 [ ص: 485 ] باب: النهي عن الانتباذ في الدباء والمزفت

                                                                                                                              وقال النووي : (باب النهي عن الانتباذ في المزفت ، والدباء ، والحنتم ، والنقير . وبيان أنه منسوخ . وأنه اليوم حلال ما لم يصر مسكرا) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 165 ج 13 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [ (عن عمرو بن مرة، حدثني زاذان، قال: قلت لابن عمر) (حدثني بما نهى عنه النبي صلى الله عليه) (وسلم، من الأشربة بلغتك، وفسره لي بلغتنا. فإن لكم لغة سوى لغتنا. فقال: نهى رسول الله صلى الله عليه) (وسلم عن الحنتم " وهي الجرة"، وعن الدباء "وهي القرعة"، وعن المزفت "وهو المقير"، وعن النقير "وهي النخلة، تنسح نسحا وتنقر نقرا". وأمر: أن ينتبذ في الأسقية) ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              هكذا هو في معظم الروايات : " النسح " بسين وحاء مهملتين .

                                                                                                                              والمعنى : تقشر ثم تنقر ، فتصير نقيرا.

                                                                                                                              [ ص: 486 ] وفي بعض النسخ : " تنسج " بالجيم . قال عياض وغيره : هو تصحيف . وادعى بعض المتأخرين : أنه وقع في نسخ صحيح مسلم ، وفي الترمذي : " بالجيم ". وليس كما قال . بل معظم نسخ مسلم : " بالحاء ". قاله النووي .

                                                                                                                              " والحنتم " بفتح الحاء : جرار خضر ، مدهونة ، كانت تحمل الخمر فيها إلى المدينة . ثم اتسع فيها ، فقيل للخزف كله : " حنتم " . واحدها : " حنتمة ". وهي مما تسرع فيه الشدة .

                                                                                                                              " والدباء " بضم الدال وتشديد الباء : هو " القرع"، وهو من الآنية التي يسرع الشراب في الشدة ، إذا وضع فيها .

                                                                                                                              " والمزفت " : اسم مفعول ، وهو الإناء المطلي بالزفت ، وهو نوع من القار .

                                                                                                                              " والمقير " بضم الميم وفتح القاف وتشديد الياء : وهو المزفت ، أي المطلي بالزفت ، وهو نوع من القار كما تقدم . وروي عن ابن عباس ؛ أنه قال : " المزفت " : هو المقير . حكاه " ابن رسلان " في شرح السنن ، وقال : إنه صح ذلك عنه .

                                                                                                                              "والنقير " : فعيل بمعنى مفعول . من "نقر ينقر " . وكانوا يأخذون [ ص: 487 ] أصل النخلة ، فينقرونه في جوفه ، ويجعلونه " إناء " ينتبذون فيه . لأن له تأثيرا في شدة الشراب .

                                                                                                                              وفي الحديث : النهي عن الانتباذ في الأوعية المذكورة ، ثم نسخ .

                                                                                                                              كما سيأتي .




                                                                                                                              الخدمات العلمية