كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين .
[16] ومثل المنافقين وإغوائهم اليهود بقولهم: إنا معكم
كمثل الشيطان إبليس إذ قال للإنسان اكفر فكفر.
فلما كفر قال إني بريء منك تبرأ منه مخافة أن يشاركه في العذاب، ولم ينفعه ذلك.
وحكي أن هذا في شيطان مخصوص مع عابد من العباد مخصوص اسمه [ ص: 18 ] برصيصا، استودع امرأة سيقت إليه ليشفيها بدعائه من الجنون، فسول له الشيطان الوقوع عليها، فحملت، فخشي الفضيحة، فسول له قتلها ودفنها، ثم شهره، فلما استخرجت المرأة، وحمل العابد شر حمل، وهو قد قال: إنها قد ماتت، فقمت عليها فدفنتها، فلما وجدت مقتولة، علموا كذبه، فتعرض له الشيطان، فقال له: اكفر واسجد لي وأنا أنجيك، ففعل، فتركه عند ذلك، وقال: إني بريء منك، قال وهذا كله ضعيف، والتأويل الأول هو وجه الكلام. ابن عطية:
وقوله: إني أخاف الله رب العالمين رياء من قوله، وليست على ذلك عقيدته. قرأ بخلاف عنه: (بري) بتشديد الياء بغير همز، والباقون: بالمد والهمز، وقرأ أبو جعفر نافع، وأبو جعفر، وابن كثير، (إني) بفتح الياء، والباقون: بإسكانها. وأبو عمرو: