فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون .
[16] روي [ ص: 79 ] الحسن عليهما قميصان أحمران يجرانهما، يعثران ويقومان، فنزل - صلى الله عليه وسلم - عن المنبر حتى أخذهما، وصعد بهما، وقال: "صدق الله والحسين إنما أموالكم وأولادكم فتنة وقال: إني رأيت هذين، فلم أصبر"، ثم أخذ في خطبته، قال أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب يوم الجمعة حتى جاء وهذه ونحوها هي فتنة الفضلاء، فأما فتنة الجهال والفسقة، فمؤدية إلى كل فعل مهلك، وجيء بـ (إنما) للحصر؛ لأن جميع الأموال والأولاد فتنة؛ لأنه لا يرجع إلى مال أو ولد إلا وهو مشتمل على فتنة واشتغال قلب. ابن عطية:
فاتقوا الله ما استطعتم أطقتم، وهذه الآية ناسخة لقوله: اتقوا الله حق تقاته [آل عمران: 102].
واسمعوا ما أمرتم به سماع قبول وأطيعوا الله ورسوله.
وأنفقوا المال في الطاعة، وآتوا خيرا لأنفسكم أي: افعلوا ما هو خير لها.
ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون تقدم تفسيره في سورة الحشر. [ ص: 80 ]