كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون .
[15] كلا إنهم يعني: الكفار عن ربهم أي: عن رؤية ربهم.
يومئذ لمحجوبون فمن قال بالرؤية، وهو قول أهل السنة، وعليه اتفاق الأئمة، قال: إن هؤلاء لا يرون ربهم، فهم محجوبون عنه، واحتج بهذه الآية الإمام مالك بن أنس -رضي الله عنه- على مسألة الرؤيا من جهة دليل الخطاب، وإلا، فلو حجب الكل، لما أغنى هذا التخصيص، ومن قال بأن لا رؤية، وهو قول المعتزلة، قال في هذه الآية: إنهم محجوبون عن رحمة ربهم وغفرانه.
وقد أخرج البخاري ومسلم عن جرير بن عبد الله قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة أربع عشرة من الشهر، فقال: "إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته". [ ص: 313 ]
وتقدم كلام الأئمة الأربعة في ذلك في سورة الأنعام.
* * *


