[ ص: 417 ] ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره .
[8] ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره فيرى الخير كله من كان مؤمنا، والكافر لا يرى في الآخرة خيرا؛ لأن خيره قد عجل له في دنياه، وكذلك المؤمن أيضا تعجل له سيئاته الصغائر في دنياه في المصائب والأمراض ونحوها. قرأ عن هشام (يره) بإسكان الهاء في الحرفين، وروي عن ابن عامر: ثلاثة أوجه: الإسكان كهشام، واختلاس الضمة، وإشباعها، وروي عن أبي جعفر الاختلاس والصلة، وقرأ الباقون: بالإشباع في الصلة. يعقوب:
وروي أنه كان بالمدينة رجلان، أحدهما لا يبالي عن الصغائر يرتكبها، وكان الآخر يريد أن يتصدق، فلا يجد إلا اليسير فيستحيي من الصدقة، فنزلت الآية فيهما؛ كأنه يقال لأحدهما: تصدق باليسير؛ فإن مثقال ذرة الخير يرى، وقيل للآخر: كف عن الصغائر؛ فإن مثقال ذرة الشر يرى، والله أعلم.
* * *