وقال كرم الله وجهه في خطبته : أوصيكم بتقوى الله، والترك للدنيا التاركة لكم ، وإن كنتم لا تحبون تركها المبلية أجسامكم وأنتم ، تريدون تجديدها ، فإنما مثلكم ، ومثلها كمثل قوم في سفر سلكوا طريقا وكأنهم قطعوه وأفضوا إلى علم فكأنهم بلغوه ، وكم عسى أن يجري المجرى حتى ينتهي إلى الغاية وكم عسى أن يبقى من له يوم في الدنيا وطالب حثيث يطلبه حتى يفارقها ، فلا تجزعوا لبؤسها ، وضرائها فإنه إلى انقطاع ولا تفرحوا بمتاعها ونعمائها ، فإنه إلى زوال علي وغافل ، وليس بمغفول عنه . عجبت لطالب الدنيا، والموت يطلبه