فَلَا تُوغِلَنَّ إِذَا مَا سَبَحْتَ فَإِنَّ السَّلَامَةَ فِي السَّاحِلِ
مِثَالٌ آخَرُ لِلدُّنْيَا: هِيَ بِمَنْزِلَةِ الْكَنِيفِ الَّذِي يَحْتَاجُهُ الْإِنْسَانُ فِي وَقْتٍ دُونَ وَقْتٍ، فَيَنْبَغِي أَنْ يَأْخُذَ الْإِنْسَانُ مِنْهَا بُلْغَةً عَلَى قَدْرِ الِاحْتِيَاجِ، كَمَا يَحْتَاجُ إِلَى الْكَنِيفِ تَارَةً، وَلَا يَدْخُلُهَا إِلَّا ضَرُورَةً، وَكُلَّمَا اسْتَغْنَيْتَ عَنْ دُخُولِكَ الْكَنِيفَ كَانَ أَجْوَدَ .خُذْ مِنَ الْحَمَّامِ وَاخْرُجْ قَبْلَ أَنْ يَأْخُذَ مِنْكَ
حَدِّثْنَ عَنْهُ وَإِلَّا حَدَّثَ الْحَمَّامُ عَنْكَ
لَا تَمْدَحَنَّ ابْنَ عَبَّادٍ وَإِنْ كَثُرَتْ كَفَاهُ جُودَا وَلَا تَذْمُمْهُ إِنْ رَدَمَا
فَلَيْسَ يَنْحَلُّ إِبْقَاءٌ عَلَى نَشَبٍ وَلَنْ يَجُودَ بِفَضْلِ الْمَالِ مُعْتَزِمًا
لَكِنَّهَا خَطِرَاتٌ مِنْ وَسَاوِسِهِ يُعْطِي وَيَمْنَعُ لَا بُخْلًا وَلَا كَرَمًا
إِذَا امْتَحَنَ الدُّنْيَا لَبِيبٌ تَكَشَّفَتْ لَهُ عَنْ عَدُوٍّ فِي ثِيَابِ صَدِيقِ
أَسِيئِي بِنَا أَوْ أَحْسِنِي لَا مَلُومَةً وَلَا مَقْلِيَّةً إِنْ تَقَلَّتِ
فلا توغلن إذا ما سبحت فإن السلامة في الساحل
مثال آخر للدنيا: هي بمنزلة الكنيف الذي يحتاجه الإنسان في وقت دون وقت، فينبغي أن يأخذ الإنسان منها بلغة على قدر الاحتياج، كما يحتاج إلى الكنيف تارة، ولا يدخلها إلا ضرورة، وكلما استغنيت عن دخولك الكنيف كان أجود .خذ من الحمام واخرج قبل أن يأخذ منك
حدثن عنه وإلا حدث الحمام عنك
لا تمدحن ابن عباد وإن كثرت كفاه جودا ولا تذممه إن ردما
فليس ينحل إبقاء على نشب ولن يجود بفضل المال معتزما
لكنها خطرات من وساوسه يعطي ويمنع لا بخلا ولا كرما
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت له عن عدو في ثياب صديق
أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة ولا مقلية إن تقلت