وأما الآثار فيروى أن  عمر بن الخطاب  رضي الله عنه رأى رجلا يطأطئ رقبته ، فقال : يا صاحب الرقبة ارفع رقبتك ؛ ليس الخشوع في الرقاب إنما ، الخشوع في القلوب  ورأى  أبو أمامة الباهلي  رجلا في المسجد يبكي في سجوده فقال : أنت أنت ، لو كان هذا في بيتك . 
وقال  علي  كرم الله وجهه : للمرائي ثلاث علامات :  يكسل إذا كان وحده وينشط إذا كان في الناس ، ويزيد في العمل إذا أثني عليه ، وينقص إذا ذم . 
وقال رجل لعبادة بن الصامت  أقاتل بسيفي في سبيل الله أريد به وجه الله تعالى ومحمدة الناس ، قال : لا شيء لك ، فسأله ثلاث مرات ، كل ذلك يقول : لا شيء لك ، ثم قال في الثالثة : إن الله يقول : « أنا أغنى الأغنياء عن الشرك » الحديث وسأل رجل سعيد بن المسيب  فقال : إن أحدنا يصطنع المعروف يحب أن يحمد ويؤجر ، فقال له : أتحب أن تمقت ? قال : لا ، قال : فإذا عملت لله عملا فأخلصه   . 
وقال الضحاك لا يقولن أحدكم : هذا لوجه الله ولوجهك ، ولا يقولن : هذا لله وللرحم ؛ فإن الله تعالى لا شريك له . 
وضرب  عمر  رجلا بالدرة ، ثم قال له اقتص مني فقال : لا ، بل أدعها لله ولك . 
فقال له  عمر :  ما صنعت شيئا ، إما أن تدعها لي فأعرف ذلك ، أو تدعها لله وحده فقال ، ودعتها لله وحده فقال : فنعم إذن . 
وقال الحسن  لقد صحبت أقواما إن كان أحدهم لتعرض له الحكمة لو نطق بها لنفعته ونفعت أصحابه ، وما يمنعه منها إلا مخافة الشهرة ، وإن كان أحدهم ليمر فيرى الأذى في الطريق فما ، يمنعه أن ينحيه إلا مخافة الشهرة ويقال : إن المرائي ينادى يوم القيامة بأربعة أسماء : يا مرائي ، يا غادر ، يا خاسر ، يا فاجر ، اذهب ، فخذ أجرك ممن عملت  له فلا ، أجر لك عندنا . 
وقال الفضيل بن عياض كانوا يراءون بما يعملون ، وصاروا اليوم يراءون بما لا يعملون . 
وقال عكرمة إن الله يعطي العبد على نيته ما لا يعطيه على عمله ؛ لأن النية لا رياء فيها . 
وقال الحسن  رضي الله عنه المرائي يريد أن يغلب قدر الله تعالى ، وهو رجل سوء ، يريد أن يقول الناس : هو رجل صالح ، وكيف يقولون وقد حل من ربه محل الأردياء فلا بد لقلوب المؤمنين أن تعرفه . 
وقال قتادة إذا راءى العبد يقول الله تعالى : انظروا إلى عبدي يستهزئ بي . 
وقال مالك بن دينار القراء ثلاثة : قراء الرحمن وقراء الدنيا ، وقراء الملوك وإن ،  محمد بن واسع  من قراء الرحمن . 
وقال الفضل من أراد أن ينظر إلى مراء فلينظر إلي . 
وقال محمد بن المبارك الصوري أظهر السمت بالليل ؛ فإنه أشرف من سمتك بالنهار ؛ لأن السمت بالنهار للمخلوقين وسمت الليل ، لرب العالمين . 
وقال أبو سليمان: التوقي عن العمل أشد من العمل . 
وقال ابن المبارك إن كان الرجل ليطوف بالبيت وهو بخراسان فقيل له : وكيف ذاك ؟ قال : يحب أن لا يذكر أنه مجاور بمكة   . 
وقال  إبراهيم بن أدهم  ما صدق الله من أراد أن يشتهر . 
     	
		
				
						
						
