فإن قلت : ، وقد فهل يجوز للعبد أن يحب حمد الناس له بالصلاح ، وحبهم إياه بسببه . قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : دلني على ما يحبني الله عليه ، ويحبني الناس قال : ازهد في الدنيا يحبك الله ، وانبذ إليهم هذا الحطام يحبوك
فنقول : حبك لحب الناس لك قد يكون مباحا ، وقد يكون محمودا ، وقد يكون مذموما .
فالمحمود أن تحب ذلك لتعرف به حب الله لك ؛ فإنه تعالى إذا أحب عبدا حببه في قلوب عباده .
والمذموم أن تحب حبهم وحمدهم على حجك وغزوك وصلاتك على ، طاعة بعينها ؛ فإن ذلك طلب عوض على طاعة الله عاجل ، سوى ثواب الله .
والمباح : أن تحب أن يحبوك لصفات محمودة سوى الطاعات المحمودة المعينة ، فحبك ذلك كحبك المال ؛ لأن ملك القلوب وسيلة إلى الأغراض كملك الأموال ، فلا فرق بينهما .