فإن قلت: فهذه الآفات ظاهرة، ولكن ورد في العلم والوعظ رغائب كثيرة حتى قال صلى الله عليه وسلم: وقال صلى الله عليه وسلم : « لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من الدنيا وما فيها » « أيما داع دعا إلى هدى ، واتبع عليه كان له أجره وأجر من اتبعه إلى غير ذلك من فضائل العلم فينبغي أن ، كما يقال لمن خالجه الرياء في الصلاة : لا تترك العمل ، ولكن أتمم العمل ، وجاهد نفسك . فاعلم أن فضل العلم كبير ، وخطره عظيم ، كفضل الخلافة والإمارة ، ولا نقول لأحد من عباد الله : اترك العلم إذ ليس في نفس العلم آفة وإنما ، الآفة في إظهاره بالتصدي للوعظ والتدريس ، ورواية الحديث ولا نقول له أيضا : اتركه ، ما دام يجد في نفسه باعثا دينيا ممزوجا بباعث الرياء أما ، إذا لم يحركه إلا الرياء فترك الإظهار أنفع له وأسلم . يقال للعالم : اشتغل بالعلم ، واترك مراءاة الخلق