ولو سمعوا على الشرط لكانوا أيضا مغرورين في اقتصارهم على النقل وفي إفناء أعمارهم في جمع الروايات والأسانيد وإعراضهم عن مهمات الدين، ومعرفة معاني الأخبار، بل الذي يقصد من الحديث سلوك طريق الآخرة، ربما يكفيه الحديث الواحد عمره كما روي عن بعض الشيوخ أنه حضر مجلس السماع فكان أول حديث روي قوله عليه الصلاة والسلام: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه فقام وقال يكفيني هذا حتى أفرغ منه ، ثم أسمع غيره .
فهكذا يكون سماع الأكياس الذين يحذرون الغرور .