وأما الوجه الثالث: فقوله: "إن الخيال والوهم لا يمكنهما أن يستحضرا لأنفسهما صورة وشكلا، ولا للقوة الباصرة وغيرها من القوى".
فهذه الحجة من جنس حجة على ذلك فإنه قال في "إشاراته" في الحجة الثانية: "لو كان كل موجود بحيث يدخل في الوهم والحس، لكان الحس والوهم يدخل في الحس والوهم، ولكان العقل -الذي هو الحكم الحق- يدخل في الوهم. ومن بعد هذه الأصول، فليس شيء من العشق، والخجل، والوجل، والغضب، والشجاعة، والجبن، مما يدخل في الحس والوهم، وهي من علائق الأمور المحسوسة، فما ظنك بموجودات، إن كانت خارجة الذوات عن درجة المحسوسات وعلائقها؟" ابن سينا