قال: وقال ضرار بن عمرو: وكذلك الزنة كالثقل والخفة، وكذلك الخشونة واللين والحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة، وكذلك [ ص: 335 ] الصمد، فأما ما ينفك منه ومن ضده فليس ببعض له عنده، وذلك كالقدرة والألم والعلم والجهل، وليس يجوز عنده أن تجتمع هذه الأعراض وتصير أجسادا بعد وجودها ومحال أن يفعل بها ذلك إلا في حال ابتدائها؛ لأنها لا تخرج إلى الوجود إلا مجتمعة، وقد يمكن أن تجتمع عنده كلها وهي موجودة، ومحال أن تفترق كلها وهي موجودة لأنها لو افترقت مع الوجود لكان اللون موجودا، لا الملون، والحياة موجودة لا الحي، فإذا قلت له: فليس يجوز على هذا القياس عليها الافتراق، قال مرة: افتراقها فناؤها، وقال مرة: الافتراق يجوز على الجسمين، فأما أبعاض الجسم مع الوجود فلا، وقد يجوز عنده أن يفنى بعض الجسم وهو موجود على أن يجعل مكانه ضده". "الجسم أعراض ألفت وجمعت فقامت وثبتت فصارت جسما تحتمل الأعراض إذا حلت، والتغيير من حال إلى حال، وتلك الأعراض هي ما لا تخلو الأجسام منه أو من ضده نحو الحياة والموت اللذين لا يخلو الجسم من واحد منهما والألوان والطعوم التي لا ينفك من واحد من جنسها،